لم تجف بعد المياه التي خلفتها موجة الأمطار التي هطلت على مدن سعودية عدة الثلثاء الماضي، وتسببت في خسائر بشرية ومادية، وخصوصاً في جدة، وحائل. إلا أنها استحالت بنداً ضمن برامج مرشحين ومرشحات، يعتزمون خوض السباق الانتخابي، على أمل بأن يغري هذا البند نحو 1.4 مليون ناخب وناخبة، ويستقطب أصواتهم يوم الاقتراع، غرة ربيع الأول المقبل. وتسابق مرشحون ومرشحات، عبر تغريدات في حساباتهم بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، للحديث عن «الفساد في المشاريع البلدية»، واعدين بمتابعة «مشاريع درء أخطار السيول وإنشاء شبكات تصريف مياه الأمطار». ما دفع مغرداً إلى اعتبار الأمطار «آخر هدايا السماء للحالمين بمقعد» في المجالس البلدية ال284. ويبدو المشهد الانتخابي «مرتبكاً» قبل تسعة أيام من تدشين الحملات للمرشحين والمرشحات لانتخابات المجالس البلدية في نسختها الثالثة، فالإضافات في هذه النسخة، ومنها دخول المرأة السباق الانتخابي، وخفض سن الاقتراع، يزيد صعوبة صوغ برنامج انتخابي يغري هاتين الشريحتين الوازنتين، من خلال وضع بنود تستقطب اهتمام النساء والشباب، وإيجاد وسائل وطرق توصل إليهما، وأبرزها شبكات التواصل الاجتماعي، ما يعني الاستغناء عن المخيمات التي اعتاد المرشحون للانتخابات على إقامتها، مع ما تستصحبه من «ولائم دسمة». (للمزيد). أما التحدي الأكبر فهو توسيع صلاحيات أعضاء المجالس، ليشمل مراقبة أداء البلديات وإقرار موازنتها، وإطلاق أيدي الأعضاء في تقويم عمل الأجهزة التنفيذية، وهو ما يشكك كثير من المراقبين في قدرة السواد الأعظم من المرشحين والمرشحات على الإيفاء به، لافتقادهم الخبرة في العمل البلدي ودهاليز المشاريع، والالتفاف على الأنظمة والتحايل في صرف الموازنات، وهي أمور يتهم الموظفون البلديون، وخصوصاً القياديين منهم، بإتقانها. وهو ما دفع رئيس اللجنة التنفيذية المتحدث الرسمي لانتخابات أعضاء المجالس البلديَّة المهندس جديع القحطاني، إلى توجيه دعوة إلى الناخبين الذين ظهرت أسماؤهم في الجداول النهائية لقيد الناخبين «للتفكير والتأني وحسن اختيار مرشحيهم لعضوية المجالس البلديَّة في يوم الاقتراع، ومعرفة البرامج الانتخابية للمرشحين، لتطوير العمل البلدي في المدن والقرى التي يقطنون فيها، كون هذا حقاً لكل مواطن وناخب».