إذا كان للأمطار وجهها «الكارثي»، المتمثل بالخسائر في الأرواح، والدمار الذي أحدثته في البنية التحتية لبعض المدن السعودية، وخصوصاً «جدة المنكوبة»، فثمة مستفيدون من زخات المطر التي شهدتها السعودية خلال الأيام الماضية، لعل أبرزهم، إضافة إلى هواة الرحلات البرية، مرشحون ومرشحات يعتزمون خوض السباق الانتخابي، إذ أضافوا بند «تعزيز مشاريع درء أخطار السيول وإنشاء شبكات تصريف مياه الأمطار» إلى برامجهم الانتخابية، التي يوشكون على وضع اللمسات النهائية فيها، لاستقطاب أصوات نحو 1.4 مليون ناخب وناخبة. ويبدو المشهد الانتخابي «مرتبكاً» قبل تسعة أيام من تدشين الحملات للمرشحين والمرشحات لانتخابات المجالس البلدية في نسختها الثالثة، فالإضافات المستجدة إلى هذه النسخة تجعلها تبدو النسخة الأولى، ولعل أبرز ما استجد هو دخول المرأة السباق الانتخابي، ناخبة ومرشحة، مع ما يفرضه هذا الدخول من اعتبارات عدة، سواء في صوغ البرنامج الانتخابي، أو الطريقة الأنسب لمخاطبة الجنس الناعم. الأمر ذاته ينطبق على السماح بمشاركة من هم دون ال21 إلى ال18 في الانتخابات، فلهذه الشريحة لغتها وحاجاتها، وطرق معينة للوصول إليها، لعل أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل إقامة المخيمات الانتخابية وما تحفل به من ولائم دسمة، غير ذي جدوى، سواء للنساء أو الشبان، الذي قد لا يتمكنون من دخول المخيمات (النساء)، أو لا تستهويهم هذه الأجواء (الشبان). أما التحدي الأكبر فهو توسيع صلاحيات أعضاء المجالس البلدية، ليشمل مراقبة أداء البلديات وإقرار موازنتها، وإطلاق أيدي الأعضاء في تقويم عمل الأجهزة التنفيذية، وهو ما يشكك كثير من المراقبين في قدرة السواد الأعظم من المرشحين والمرشحات على الإيفاء به، لافتقادهم الخبرة في العمل البلدي ودهاليز المشاريع، والالتفاف على الأنظمة والتحايل في صرف الموازنات، وهي أمور يتهم الموظفون البلديون، وخصوصاً القياديين منهم بإتقانها. وهو ما دفع رئيس اللجنة التنفيذية المتحدث الرسمي لانتخابات أعضاء المجالس البلديَّة المهندس جديع القحطاني، إلى توجيه دعوة إلى الناخبين الذين ظهرت أسماؤهم في الجداول النهائية لقيد الناخبين، إلى «التفكير والتأني وحسن اختيار مرشحيهم لعضوية المجالس البلديَّة في يوم الاقتراع، ومعرفة البرامج الانتخابية للمرشحين لتطوير العمل البلدي في المدن والقرى التي يقطنون بها، كون هذا حقٌ لكل مواطن وناخب». وأكد القحطاني، في بيان صحافي صدر أمس، ضرورة اطِّلاع الناخبين على الحملات الانتخابية للمرشحين قبل يوم الاقتراع، لمعرفة ما سيقدمه كل مرشح ومرشحة من برامج وأوراق عمل تخدم ناخبيهم»، مشيراً إلى أنّ الحملات الانتخابية ستبدأ بعد إعلان القوائم النهائية للمرشحين والمقررة يوم (الأحد) ال17 من صفر الجاري، وتنتهي يوم (الخميس) ال28 من الشهر ذاته، وذلك وفق البرنامج الزمني للانتخابات.