اتهم الحزب المهيمن في جنوب السودان اليوم الثلاثاء الشمال بمحاولة التلاعب في الانتخابات العامة التي تجري في ابريل نيسان المقبل بطلبه ان ينقل جيش الشمال بطاقات الاقتراع إلى الجنوب شبه المستقل. والانتخابات الرئاسية والتشريعية التعددية القادمة في السودان هي أول انتخابات من نوعها منذ 24 عاما. لكن اتهامات التزوير تتصاعد بالفعل وأمس الاثنين هدد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بطرد المراقبين الدوليين للانتخابات. وهدد الرئيس السوداني بذلك بعد ان قال مراقبون دوليون إنه يتعين تأجيل الانتخابات المقرر ان تجرى في ابريل. وقال البشير في تصريحات اذاعها التلفزيون السوداني إن الخرطوم جلبت منظمات دولية من الخارج لمراقبة الانتخابات لكن اذا طلبت هذه الجهات تأجيلها فسيطردها السودان. وقال مصدر من الاممالمتحدة ومسؤولون بحزب معارض انه كان من المقرر ان تنقل المنظمة الدولية بطاقات الاقتراع بطائرات هليكوبتر إلى شتى انحاء الجنوب الذي دمرته الحرب لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أخر اعطاء الطيارين تأشيرات دخول. وقال ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان في انتخابات الرئاسة ان حزب المؤتمر الوطني يعرقل مجيء طياري الاممالمتحدة لانه يريد ان يسيطر على العملية الانتخابية كلها. ويسيطر حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي حركة متمردة سابقة على حكومة الجنوب. وصرح عرمان بأن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه طلب من رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس جنوب السودان سلفا كير السماح للجيش السوداني بنقل بطاقات الاقتراع جوا الى الجنوب الذي يفتقر الى الطرق. وقال عرمان ان سلفا امتنع عن الموافقة ثم كتب ابيل الير رئيس المفوضية الانتخابية السودانية رسالة بنفس الطلب وهو ما يكشف التنسيق بين المفوضية الانتخابية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم. ولكل من الشمال والجنوب جيش منفصل بعد أكثر من 20 عاما من الحرب بينهما ولا يثق كثيرا طرفا اتفاق السلام الذي انهى الصراع ومهد الطريق الى الانتخابات في بعضهما بعضا. وتجيء رسالة المفوضية في اطار سلسلة من الاتهامات التي وجهتها الحركة الشعبية إلى المفوضية الانتخابية بالتحيز لحزب البشير. كما غضبت الحركة الشعبية ايضا حين اعطى حزب المؤتمر الوطني عقدا لطباعة البطاقات الانتخابية للرئاسة وحكام الولايات لشركة حكومية سودانية. وقالت المفوضية الانتخابية لرويترز ان رسالتها جاءت في اطار خطة طارئة لكن الاممالمتحدة في سبيلها الان لنقل بطاقات الاقتراع إلى الجنوب. وقال عبد الله احمد عبد الله نائب رئيس المفوضية الانتخابية لرويترز انه كانت هناك خطة طارئة تتمثل في امكانية طلب معونة الجيش بطائرات هليكوبتر في حالة عدم العثور على من ينتقل الى الجنوب لكن لا حاجة لهذا الان. ومن جانبه قال جيش شمال السودان انه لا علم له بالامر ولم يتسن على الفور الوصول الى حزب المؤتمر الوطني للتعليق. وقال مصدر الاممالمتحدة الذي طلب عدم نشر اسمه ان مشكلة تأشيرات الدخول حلت في نهاية الامر وان المنظمة الدولية كانت على علم بطلب المفوضية الانتخابية السماح لجيش الشمال بنقل بطاقات الاقتراع وان هذا " غير منطقي وأوضحنا ذلك خلال مناقشاتنا." وقال مبارك الفاضل مرشح الرئاسة المعارض لرويترز ان حزب المؤتمر الوطني يريد ان يهيمن على العملية الانتخابية وقال ان الحزب يشعر بتوتر شديد وانه يريد التلاعب في نتائج الانتخابات.