اعتبر الرئيس الأميركي باراك اوباما الخميس أن الحرب في سورية لا يمكن أن تنتهي من دون رحيل الرئيس بشار الأسد، مستبعداً بذلك الاقتراحات باحتمال مشاركة الأسد في انتخابات مقبلة. وقال اوباما بعد أيام على لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبرز حليف للأسد: «لا يمكنني أن أتصور وضعاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سورية مع بقاء الأسد في السلطة». وأضاف أن الأمر قد يتطلب بضعة شهور حتى تقبل روسيا وايران والنخبة الحاكمة في سورية بأنه لن تكون هناك نهاية للحرب الأهلية في سورية ولن يتم التوصل إلى تسوية سياسية مع بقاء الأسد في السلطة. وقال أوباما إن موسكو وطهران تعتبران «داعش» المتطرف «خطراً حقيقياً». لكن جهود موسكو في سوريا تهدف إلى دعم الأسد. وأضاف أوباما الذي يحضر القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المنعقدة في العاصمة الفيليبنية مانيلا للصحافيين: «القول الفصل هو أنني لا أرى موقفاً يمكننا فيه إنهاء الحرب الأهلية في سورية مع بقاء الأسد في السلطة». وبدأت روسيا في شن ضربات جوية في سورية في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. وقالت دوماً إن هدفها الرئيسي هو متشددو «داعش»، لكن غالبية القصف الروسي استهدفت أراضي تسيطر عليها جماعات أخرى معارضة لحليفها الأسد. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات التي وقعت في باريس يوم الجمعة الماضي وعن إسقاط طائرة الركاب الروسية في مصر الشهر الماضي. وقال الرئيس الأميركي أيضاً إن بإمكانه إغلاق معتقل غوانتانامو في كوبا والحفاظ في الوقت نفسه على سلامة المواطنين الأميركيين لكنه أقر بأنه سيواجه على الأرجح معارضة قوية من الكونغرس. وقال: «أنا متأكد من أنه ستكون هناك مقاومة شديدة لأنه في أعقاب هجمات باريس أعتقد أن هناك ميلاً لدينا لشحن المشاعر حول قضايا لا تفيد فعلياً في جعلنا أكثر أمناً، لكنها تصلح كشعارات جيدة للسياسة سواء كانت قضايا المهاجرين أو غوانتانامو». وأضاف أن المعتقل تحول إلى أداة تجنيد لجماعات مثل تنظيم «داعش». وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي الأميركي أن الولاياتالمتحدة تريد العمل مع دول أخرى لتزويد قوات المعارضة السورية التي تقاتل تنظيم «داعش»، أسلحة إضافية. وقال أيضاً للصحافيين على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) أن أميركا تريد التزاماً محدداً جداً من تركيا بتأمين حدودها مع سورية. إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن اوباما سيستعمل حق النقض (الفيتو) في حال تبنى الكونغرس قانوناً يحد من دخول اللاجئين السوريين إلى الولاياتالمتحدة وذلك بعد اعتداءات باريس. وقال البيت الأبيض في بيان: «نظراً إلى وجود أرواح في خطر ونظراً إلى الدور الحاسم للولايات المتحدة في التصدي لأزمة اللاجئين السوريين بعيون شركائنا في الشرق الأوسط واوروبا، ففي حال تلقى الرئيس «القانون الذي قد يصوت عليه مجلس النواب اعتباراً من الخميس «فهو سيضع عليه الفيتو». يشار إلى أن الجمهوريين يهيمنون على الكونغرس. ونقلت شبكة «سمارت» المعارضة عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قوله في مؤتمر حول الأمن الديبلوماسي في واشنطن، أن تحقيق الانتقال السياسي في سورية «سيسهل هزيمة تنظيم داعش». وأضاف أن أوباما «سمح بوجود قوات أميركية خاصة تعمل على الأرض في سورية، وسط تعاون تركي - أميركي عسكري يسعى لإقفال كامل الحدود السورية - التركية». وأرجع أسس العملية السياسية في سورية إلى مقترحات اجتماع فيينا، التي نصت على وحدة الأراضي السورية وعلمانية الدولة، بينما تستمر الخلافات بين دول «مجموعة دعم سورية» المنبثقة من اللقاء حول مصير الأسد ومشاركته في عملية الانتقال السياسي. وأشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى «انفتاح» في موقف روسيا حول مكافحة «داعش» في سورية حيث بدأت قصف مواقعه على غرار فرنسا. وصرح فابيوس لإذاعة فرانس إنتر: «هناك انفتاح إذا أمكن القول في الموقف الروسي ونعتقد أنه صادق وعلينا حشد كل قواتنا» ضد التنظيم. وتابع: «اقترح الرئيس فلاديمير بوتين تشكيل ائتلاف كبير، وكان موقفي وموقف الرئيس (الفرنسي فرنسوا هولاند) في الأممالمتحدة أنه فكرة جيدة شرط أن تستهدف روسيا داعش وليس الإسلاميين المعتدلين، ويبدو أنه حصل تطور في هذه النقطة». وأردف: «سنتحقق من الأمر الخميس لأننا سنلتقي بوتين، وإذا كان الأمر كذلك فسيكون جيداً لأن علينا توحيد كل قوانا ضد داعش».