هرب الطفل الأفغاني غولوالي باسارلاي (12 عاماً) من أفغانستان عام 2006، واجتاز وحده 10 دول ليصل إلى المملكة المتحدة، بعدما ساعدته أمه في ذلك كي لا تجنده حركة «طالبان» في صفوفها. وخاض باسارلاي رحلته التي امتدت لأكثر من عام كامل وحيداً معظم الوقت، بعدما افترق عن أخيه في باكستان. وواجه خطر السجن في الدول التي دخلها أثناء الرحلة، حتى وصل إلى إنكلترا، حيث باشر إجراءات اللجوء التي استمرت خمس سنوات، التحق بعدها بجامعة «مانشستر» لدراسة العلوم السياسة. وأصدر باسارلاي كتاباً يتناول رحلته من أفغانستان إلى المملكة المتحدة، وأمل أن تسهم قصته في إلقاء الضوء على أزمة اللاجئين، وحث الناس على التطوع لمساعدتهم. وقال عن أزمة اللاجئين الحالية: «نحن لا نفعل شيئاً، ولا يوجد حل واضح للأزمة أو دعم حقيقي»، مضيفاً: «كل الحديث عن السياسة والكلفة وحماية الحدود بدلاً من الحديث عن حماية الإنسان، الأمر أصبح سياسياً أكثر منه إنسانياً». وتأوي باكستان ثاني أكبر عدد من اللاجئين في العالم، أي نحو 1.5 مليون لاجئ غالبيتهم من الأفغان الذين يعيشون منذ سنوات طويلة ضمن ظروف سيئة في مخيمات شمال غرب باكستان المضطربة. ودعا المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأممالمتحدة انتونيو غوتيريس في حزيران (يونيو) الماضي، العالم إلى عدم نسيان ملايين الأفغان المجبرين على العيش في باكستان منذ عقود، بسبب الحرب في بلادهم. وذكر غوتيريس خلال زيارة إلى المخيمات في باكستان أن «افغانستان تحتاج إلى المساعدة لخلق بيئة ملائمة، تمكن العائدين من ممارسة حياة طبيعية». وقال: «أدعو المجتمع الدولي إلى فهم أنها ليست مسؤولية باكستان أو إيران أو أية دولة مجاورة لوحدها، بل هي مسؤولية جماعية». وبلغ عدد الافغان الذين عادوا إلى أفغانستان في الاشهر الأربعة الأولى من العام الجاري فراراً من ضغوط المسؤولين الباكستانيين، تسعة أضعاف عددهم في الفترة نفسها من العام الماضي، طبقاً لمنظمة «الهجرة الدولية».