أوضح رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور فهد الخريجي أن الإعلام الإلكتروني استطاع سحب البساط من الإعلام التقليدي والصحف الورقية بشكل أو بآخر، مدللاً بأن بعض الصحف أصبحت تعاني من تدنّي نسبة توزيعها، وهو ما يؤكد، في رأيه، الحضور القوي للإعلام الإلكتروني وتهديده الواضح لنظيره التقليدي.وقال، خلال كلمة ألقاها في افتتاح ندوة «الإعلام الإليكتروني وقضايا الجيل» ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية أمس، إن هناك بين 30 و 40 في المئة من الناس يقرأون الأخبار ويتابعونها من طريق الانترنت، مضيفاً: «استطاع الانترنت أن يجعل لنفسه جاذبية من خلال تميّزه في العديد من الجوانب التفاعلية الحية والمباشرة بعكس الإعلام القديم الذي يعتمد على رجع الصدى الذي انتهى زمنه وشاب عهده». وذكر أن هناك مجموعة من التحديات تواجه دول العالم والعديد من القضايا في ظل وجود الإعلام الجديد «الإلكتروني»، تأتي أخطرها قضيّة صمود الهوية الوطنية، مرجعاً ذلك إلى أن الجيل الحالي «أصبح يعيش في بيئة افتراضية، وأن جميع المدونات تتحدث بلغة السياسة والاقتصاد والحب والنزوة في آن واحد، والإعلام الإلكتروني اقتحم العالم ولم يستأذن أياً من المؤسسات سواء الاجتماعية أم الأخلاقية أم الاقتصادية، وعليه فإن هذه العوامل تعزز من التأثير الكبير الذي تنتجه التقنية»، مشيراً إلى أن هذا التنوّع في الجانب التقني والإلكتروني «ينفي تماماً ما يُشاع عن أن اتجاه الشباب السعودي للشبكة العنكبوتية بسبب الشهوانية والنزوات الجنسية فقط». وشدد على أهمية الاستفادة من التقنية وتفعليها بشكل أكبر «لتصبح وسائل تعليمية مساندة للطلاب في جميع المراحل التعليمية». من جانبه، أكد المدير العام للإعلام الجديد بمجموعة mbc الدكتور عمار بكار أنه على رغم الحرية المطلقة في العالم الغربي «إلا أن الانترنت أحدثت خرقاً أمام صناع القرار والمفكرين الغربيين بعدما جرته الانترنت من تجاوزات غير مسبوقة»، مضيفاً: «عندما ظهرت صور التعذيب لسجناء أبوغريب قال وزير الدفاع الاميركي الأسبق دونالد رامسفيلد أمام الكونجرس: «إن الصور والمعلومات تتطاير من حولنا فلا نعرف من أين أتت ولا نعرف إلى أين تذهب، ولا نعرف كيف نتحكم بها ولا نعرف ما صدقيتها»، وكان يعبر عن إحباط المسؤول الذي يريد أن يتحكم بالمعلومات، كما كان يفعل قبل ظهور الانترنت، ويشاركه هذا الإحباط أنظمة كثيرة فشلت فشلاً ذريعاً على رغم القمع والضغط الممارس على مستخدمي الانترنت». بدوره، أشار الدكتور هشام جعفر في ورقة عمل ألقاها ضمن برنامج الندوة إلى أن الإعلام الجديد أتاح للثقافات التمدد إلى ثقافات أخرى. وقال: «هذه الجزئية تثير تساؤلاً حول مدى تأثير هذا الإعلام في هوية الشباب العربي، وقد خلصت العديد من الدراسات إلى أن الهوية الدينية والوطنية والقومية، على الترتيب يستأثرون باهتمام المحاورين على الانترنت». وأضاف: «تتضح إشكالات الهوية لدى الشباب عند تعامله مع الإعلام الجديد بالنظر إلى من يسيطر على هذه المنظومة الإعلامية الجديدة، فنجد الشاب العربي يحتك بصفة دائمة مع ثقافة الآخر، وتزداد الفجوة بينه وبين من يجملون لواء الثقافة العربية من الجيل السابق الذين لم تكن لهم تجربة في المضمار ذاته»، موضحاً أن عدد مستخدمي موقع «الفيس بوك» في العالم العربي بلغ نحو 12 مليوناً معظمهم من الشباب، وقال: «أكثر الدول العربية استخداماً للموقع هي مصر، وهو ما أعطاه تأثيراً في الحياة السياسية بخاصة بعد أحداث السادس من أبريل والإضراب الشهير عام 2008، تليها لبنان فالجزائر». وشدد أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز الزهراني على التأثير الكبير الذي تقوم به الشبكات والتنظيمات الاجتماعية في الانترنت، مثل الفيس بوك وتويتر وماي سبيس، مشيراً إلى أنها «أسهمت في حدوث أمور إيجابية وأخرى سلبية لدى بعض الدول والمجتمعات، إذ أسهمت في نجاح حملة باراك أوباما الانتخابية، كما أنه أضر إيران خلال انتخاباتها الماضية»، لافتاً إلى أن هناك العديد من الحكومات «أبدت قلقها وانزعاجها إزاء هذه المواقع الالكترونية، بسبب أنها سرقت كثيراً من أضوائها، والمشاركون في منتدى الانترنت في ريو دي جانيور أكدوا ذلك».