بالفعل شيء محير ما يحدث في المجتمع الرياضي السعودي من استفزاز وتعصّب أعمى أثر بشكل كبير في العلاقات الأخوية التي كانت العنوان الأكبر بين الرياضيين في الزمن الجميل، حتى أصبحنا للأسف نتفاخر بمهاجمة الآخرين، ونقلل من شأنهم مع كل مناسبة، ولم تعد لدينا الرغبة في إطفاء نار التعصب والتحزب المتفشية بين الرياضيين بشكل لا يطاق، وبشكل يبعث على الإحباط، لأن المستقبل بكل اختصار مخيف ومظلم، والعواقب ستكون وخيمة بكل تأكيد، فما ذنب جيل من الشباب أن يكون هو الضحية الأولى للبيئة التي حوله؟ فهل حان الوقت والزمن الذي نتابع فيه رئيس نادٍ يهاجم وينعت ويستهزئ بكل جرأة صوب أندية وإداريين، ويحاول الإسقاط على تاريخهم وإنجازاتهم وجماهيرهم من دون أن يكلف نفسه أولاً بتطوير ناديه من الداخل والخارج؟ ولا أتصور هنا أن أعضاء شرف أي نادٍ أو حتى الجماهير تقبل هذا الخروج عن النص، ولا أتخيل أنها تقبل الإخلال بأعراف ومعاني المنافسة الرياضية الشريفة، التي هي الأساس الذي تنطلق منه الرياضة بجميع ألعابها، فالرياضة والمنافسة تجمع الشعوب لا تفرقهم كما يحدث من بعض المنتسبين للمجتمع الرياضي السعودي للأسف، وهنا أحمّل وسائل الإعلام المسؤولية الكبيرة حينما منحت المساحة لبعض «الغوغائيين» كي يمارسوا الهجوم هنا وهناك، بمناسبة ومن دون مناسبة، وما أكثرهم، وأسأل هل نبقي على أمل ضئيل جداً بأن تنتهي موضة «التأجيج» في الشارع الرياضي السعودي، ويعود الهدوء في لغة التصريحات بين المتنافسين؟ سيرة مكتوبة مع كل حلقة تلفزيونية من برنامج «سيرة» عبر القناة الرياضية السعودية ومقدمه النشط عبدالله الحصان نعود للزمن الجميل، الذي تأسست فيه الرياضة السعودية، ونتابع فيه الخطوات التطويرية التي عاشتها الرياضة السعودية، وكيف كانت الحياة صعبة وشاقة على النجوم القدامى، وعلى رغم ذلك تجدهم أكثر سعادة في المنافسة الشريفة وبحدود ملعب المباراة، وصحيح افتقدنا في الوسط الرياضي شخصيات رياضية لها وزنها ولها إسهاماتها، إلا أن العشم يظل قائماً بتكريمها من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو من خلال الأندية التي خدموا فيها، فمن منا ينسى الدور الكبير والمؤثر لرئيس نادي الشباب خالد بن سعد، ورئيس الأهلي محمد الفيصل، وطلال بن منصور في الاتحاد، وعبدالرحمن بن سعيد في الهلال، وعبدالوهاب صبان في الوحدة، وصالح الواصل في النجمة، ومحمد جمعة الحربي في الشباب، والحوطي في القادسية. القائمة طويلة جداً إلا أن الذاكرة والمساحة لا تسعفنا، ولهم التقدير والاحترام جميعاً، وللقائمين على برنامج «سيرة» أقول شكراً على هذا المجهود الجبار. [email protected]