للمرة الثالثة فشلت مدينة جدة في «اختبار المطر»، فزخاته التي قدرتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ب 22 ملليمتراً كانت كفيلة بإغراق مدينة تقدر مساحتها ب5460 كيلومتراً مربعاً، لتحيل حياة نحو 3.5 مليون نسمة يسكنون ثاني أكبر مدينة سعودية إلى «وضع كارثي». ولم تستثن السيول حياً في جدة لم تغرقه، محيلة سبعة أنفاق إلى برك تتجمع فيها مياه الأمطار، فغرقت عشرات المركبات واحتجز من فيها. وتوزع الموت، صعقاً وغرقاً في السيول، بين مدن سعودية عدة، ففيما صعق شخصان في جدة، انتشلت جثث خمسة أشخاص في منطقة المدينةالمنورة، التي يتواصل البحث فيها عن آخرين، وكذلك عن طفلين في منطقة حائل، التي شهدت إنقاذ طفل، مفقود في السيول، على يد مقيم سوداني. وأعلنت وزارة التعليم وإدارتها في بعض المناطق، تعليق الدراسة. (للمزيد) .. وجهات حكومية تتقاذف المسؤولية في زحمة المطر، الذي لم يوفر حتى غرف مريضات منومات على أسرة مستشفيات جدة، تقاذف مسؤولو المحافظة مسؤولية «الكارثة الثالثة» في العقد الأخير من عمر المدينة. إذ حمّلت أمانة جدة الشركة السعودية للكهرباء مسؤولية غرق سبعة أنفاق في المدينة، لافتة إلى أن انقطاع التيار عن مضخات هذه الأنفاق تسبب في تجمعات المياه. وأوضحت الأمانة أن غزارة الأمطار التي هطلت على المحافظة منذ التاسعة من صباح أمس تسببت في انقطاع التيار الكهربائي من المصدر الرئيس عن محطة تجميع ورفع المياه الرئيسة في حي الزهراء، وعن سبع مضخات أخرى لسبعة أنفاق في أنحاء متفرقة من جدة، ما نتج منه تجمعات المياه في هذه المواقع. بيد أن «الكهرباء» ردت قائلة: إنها تضع «معايير السلامة والموثوقية في أعلى أولوياتها»، مؤكدة أن جميع طواقمها الفنية والطوارئ والعمليات تعمل بكل طاقتها في مختلف مناطق المملكة التي تعرضت للأمطار والسيول. وقالت الشركة في بيان أصدرته أمس: «إن الأمطار والسيول التي هطلت بكثافة على عدد من المناطق، وخصوصاً في المنطقتين الغربية والشمالية، تسببت في قطع الكهرباء عن بعض الأحياء، وتجري معالجتها من اللحظة الأولى، باستثناء المواقع التي تخضع لإدارة الدفاع المدني، لوعورتها وصعوبة الوصول إليها بسبب السيول». ودخلت مديرية الدفاع المدني في جدة على الخط، كاشفة في تقرير عاجل، عن وجود «وجود كسر في قناة تصريف السيول الجنوبية (حي الجامعة) عند قواعد الأعمدة الخاصة بقطار الحرمين، شرق امتداد شارع جاك، ما يتسبب في تدفق كميات كبيرة من المياه في المحيط المجاور للمباني السكنية في حي الصواعد ومخطط المساعد وعلى امتداد الشارع»، مشيرة إلى وجود ملاحظات في شارع جاك بحي قويزة. ورصدت في تقرير أعدته «ضعف منافذ التصريف في الشارع ومحدوديتها، إضافة إلى وجود عوالق من النفايات وغيرها تعوق عمل تلك المنافذ». وحذر الدفاع المدني في تقريره من أن ذلك سيؤدي إلى «ارتفاع منسوب المياه في الشارع، وتعطيل حركة السير، ما سيؤثر في المباني التجارية والسكنية على طرفيه». «أمطار جدة» تغلق طرقاً.. واستعدادات لإيواء المتضررين