تسبب ضغط الاتصالات الواردة إلى الإدارة العامة للمرور في محافظة جدة أمس في انشغالها أمام أرقام أخرى تحاول الاتصال للاستفسار عن حال الطرق، ليتحول الكثيرون إلى أجهزتهم النقالة للبحث في خرائط «غوغل» التي تبث حالات الطرق في كل دقيقة، ليكون بوصلة وقارب نجاة الكثيرين من الغرق في الشوارع. خضراء فصفراء فحمراء فسوداء، بهذا النسق بدأت وانتهت ألوان بعض طرق جدة من خلال تطبيق الملاحة الذي أطلقته «غوغل»، فاللون الأحمر الغامق يدل على تكدس في الطريق، أو وقوف تام، ما أعطى مساحة أكبر لقائدي المراكب باتباع طرق بديلة أقل زحاماً. وقال جهاد العايد، وهو ممن استطاعوا النفاذ من الطرق الغارقة باستخدامه تقنية الملاحة في هاتفه النقال: «ترددت كثيراً قبل خروجي من مقر عملي إلى المنزل، بسبب كثرة التحذيرات، والصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، التي أظهرت غرق كثير من الشوارع، ولكن بعد أن ألقيت نظرة على برنامج الملاحة، أظهر لي طرقاً لم تغمرها المياه بعد، وكانت حال السير فيها مناسبة جزئياً»، مشيراً إلى أنه قطع أكثر من ضعف المسافة التي اعتاد أن يقطعها، ولكنه وصل إلى منزله سالماً. في حين قرر سعد السليم الوقوف على جانب الطريق واستئجار غرفة في إحدى الوحدات السكنية التي وجدها على طريقه، عازياً ذلك إلى أن خريطة «غوغل» أظهرت له أن اللون الأحمر أحاط بجميع الطرق الموصلة إلى منزله، مضيفاً: «في لحظات الوقوف التام أخرجت هاتفي النقال لأرى أسرع الطرق التي تخرجني من هذا الزحام، ولم أجد أي طرق بديلة بسبب تكدّس المركبات، إضافة إلى غرق بعض الطرق الرئيسة، ما دفعني إلى تحويل الوجهة لأقرب وجهة من موقعي تلافياً لأي أضرار من الممكن أن تلحقني أو تلحق مركبتي الصغيرة». وتسبب هطول أمطار غزيرة، صباح أمس على عدد من أرجاء محافظة جدة، في إغلاق الأنفاق وتعطّل الحركة المرورية في الكثير من الشوارع، بسبب ارتفاع منسوب المياه، وشهدت شوارع المحافظة ارتفاعاً في منسوب المياه، مع قلة التصريف، ليغلق الدفاع المدني والمرور بالتعاون مع أمانة جدة عدداً من الأنفاق التي شهدت تجمعاً للمياه، في ظل عدم عمل المضخات الخاصة بشفط المياه.