أعلن الرئيس الجديد لبعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في أول تصريح له عقب تسلمه مهامه أمس، أن اولوية عمله ستتركز على مناقشة الملف الأمني مع أطراف النزاع الليبي، وانه سينطلق مما «تم انجازه» في عهد سلفه برناردينو ليون. وقال كوبلر في تصريح نشره موقع بعثة الأممالمتحدة: «استلم اليوم مهامي كممثل خاص للأمين العام في ليبيا وكرئيس لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا وكلي أمل وإصرار بأننا سنعمل مع جميع الليبيين لتحقيق السلام الذي يصبوا اليه الشعب الليبي ويستحقه حقاً». وأضاف: «أنوي، على سبيل الأولوية، مناقشة المسائل ذات الصلة بالأمن مع الجهات الليبية الفاعلة». وفي هذا السياق، أعلن بيان ثانٍ للبعثة أن فريق كوبلر سيضم الجنرال باولو سيرا بصفة «مستشار للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول مسائل قطاع الأمن ذات الصلة بعملية الحوار». ويملك الايطالي سيرا بحسب البيان «خدمة عسكرية واسعة ومتميزة وخبرة واسعة النطاق في عمليات السلام المتعددة الجنسية»، حيث عمل قائداً لقوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» من العام 2012 إلى العام 2014. ويخلف كوبلر الديبلوماسي الاسباني برناردينو ليون الذي عمل منذ تسلم مهامه في آب (أغسطس) 2014 على اعادة توحيد السلطة السياسية في هذا البلد الغني بالنفط. وقدمت بعثة الأممالمتحدة خلال فترة عمل ليون إلى طرفي النزاع مسودة اتفاق سياسي شامل يهدف إلى ادخال البلاد في مرحلة انتقالية لعامين تبدأ بتشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي. لكن الطرفين رفضا التوقيع على الاتفاق بفعل الخلافات داخل معسكري كل منهما، وسط اتهامات وجِهت إلى ليون بالانحياز وعدم النزاهة. لكن رغم هذه الانتقادات، شدد كوبلر على أن «البناء على ما تم انجازه لغاية الآن هو السبيل للمضي قدماً»، مضيفاً: «إنني عازم على الاستناد إلى الزخم الحالي لإقرار الاتفاق السياسي الليبي في المستقبل القريب، فليس بمقدورنا إهدار العمل المضني الذي بُذل لغاية الآن». وقال الديبلوماسي الألماني انه سيقوم «خلال الأيام القليلة القادمة بالاستماع الى اعضاء الحوار السياسي ومجلس الرئاسة المقترح إضافة الى غيرهم من الشركاء الليبيين وذلك لمعالجة العدد الصغير المتبقي من القضايا العالقة وانجازها». وأكد على أن مهمته ستقوم على «عدم التحيز والحفاظ على سيادة ليبيا وسلامة اراضيها واستقلالها». من جهة أخرى، شدّد رئيس البرلمان الليبي المعترف به دولياً ومقرّه طبرق، عقيلة صالح في كلمة ألقاها في افتتاح جلسات دورة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ال38 في العاصمة الفرنسية باريس أول من أمس، على أن ليبيا تواجه إرهاباً متزايداً يهدد كل الأصعدة التنموية في البلاد. وقال صالح إن «الدولة الليبية في هذه المرحلة الراهنة تواجه إرهاباً يهدد النمو الثقافي والعلمي ويقضي على التراث». والتقى عقب الجلسة الافتتاحية، سفراء الدول العربية لدى اليونسكو، حيث جرت مناقشة الأوضاع في ليبيا.