استشهد فلسطينيان صباح الاثنين برصاص جنود اسرائيليين كانوا يهدمون منزل فلسطيني في قلنديا، أحد ضواحي القدسالمحتلة. واعتبر الفلسطينيون قتل الشابين «مجزرة» و «جريمة حرب»، فيما وصفه وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون بأنه عمل «محترف». وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال قتلت الشابين أحمد أبو العيش (28 سنة) وليث شوعاني (21 سنة)، وأصابت ثلاثة آخرين بجروح متوسطة، بينما قال متحدث باسم قوات الاحتلال إنها قتلت ثلاثة. واستشهد الشابان أثناء تبادل لاطلاق النار مع قوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم قلنديا من أجل هدم منزل الأسير محمد ابو شاهين الذي تتهمه سلطات الاحتلال بقتل المستوطن اليهودي داني غونين وإصابة آخر في 19 حزيران (يونيو) الماضي بالقرب من مستوطنة «دوليف» الجاثمة فوق أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا جمال لافي إن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم من مختلف الجهات بعد منتصف ليل الأحد الاثنين بغرض هدم منزل ابو شاهين. وأضاف: «وخلال تنفيذ عملية الهدم وقعت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال أسفرت عن استشهاد شابين، فيما ذكر الجيش الاسرائيلي ان مئات الفلسطينيين رشقوا القوات الاسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة خلال عملية تدمير المنزل. وبرر وزير الدفاع الاسرائيلي تدمير منازل منفذي هجمات ضد إسرائيليين قائلاً ان «هذا الإجراء اثبت انه قادر على الردع». وأضاف: «لدينا دليل ملموس على فعاليته السبت عندما قام والد منفذ الاعتداء الذي قتل فيه الحاخام ليتمان وابنه بتسليم نجله من تلقاء نفسه حتى لا يتم هدم منزله». وكان يعالون يشير الى الفلسطيني الذي يشتبه بأنه أطلق النار على الحاخام يعكوف وابنه نتانيل الجمعة في الضفة الغربيةالمحتلة والذي أعلن عن توقيفه الاحد. وتابع يعالون «في الأشهر الأخيرة يقوم فلسطينيون بتسليم ابنائهم ويبلغوننا مسبقاً بأنهم على وشك تنفيذ اعتداء لتفادي ان يتم هدم منازلهم». وأضاف ان وقف هدم المنازل لا يزال «غير وارد» بعد اعمال العنف التي اندلعت في قلنديا «حيث تصرفت قواتنا في شكل محترف تماماً». وكانت القوات الاسرائيلية دمرت السبت في الضفة الغربية منازل اربعة فلسطينيين نفذوا هجمات ضد اسرائيليين. ووصف المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري قتل الشابين بأنه «مجزرة»، مضيفاً أنها «مثال للإرهاب الإسرائيلي». ودعا أبو زهري في بيان المجتمع الدولي الى «التوقف عن سياسة ازدواجية المعايير، وتحمل مسؤولياته تجاه الإرهاب الإسرائيلي الذي يمثل ذروة الإرهاب والشر في العالم». وحيا أبو زهري «صمود أهلنا في مخيم قلنديا وتصديهم لقوات الاحتلال خلال عدوانه على المخيم فجر اليوم الاثنين». وشدد أبو زهري على أن «جرائم الحرب الإسرائيلية لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الفلسطيني». ودعت حركة الجهاد الإسلامي في بيان الى «استمرار وتصعيد الانتفاضة على رغم كل جرائم القمع والإرهاب الصهيوني». ونعت الحركة «الشهداء الذين ارتقوا في هذا العدوان البشع، ونحيي صمود أهلنا في هذا المخيم الباسل». واعتبرت الحركة أن «هذه الجريمة شاهد جديد على الإرهاب الصهيوني الذي يغذي كل الشرور التي تصيب العالم»، مشددة على أن «الصمت على الجرائم الصهيونية، وعدم ملاحقة قادة الاحتلال الذين يشرفون عليها ويعطون الأوامر بتنفيذها، هو تشجيع للقتل والعدوان في حق شعبنا». وقتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية الحالية في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 83 فلسطينياً، فيما قتل 12 مستوطناً يهودياً وعربياً واحداً من اراضي 1948.