ألهمت سكينة يعقوبي حياة الكثيرين في أفغانستان بعد محاولاتها الحثيثة لتغيير واقع التعليم في بلادها، والتي تطمح الى تتويجها بتأسيس جامعة. وفازت سكينة بجائزة «وايز» للعام 2015، نظراً لاعتبارها «ام التعليم» في أفغانستان، إذ كرست حياتها لتمكين المرأة وانشاء المدارس، كما أنها مؤسِّسة «المعهد الأفغاني للتعليم». وكرست يعقوبي حياتها في تحسين التعليم والرعاية الصحية، مع التركيز بشكل خاص على الفتيات والنساء، إذ قامت باعطاء حصص سرية في عهد حكم حركة «طالبان»، وبعد انتهاء حكم الحركة أنشات مدارس خاصة ومستشفيات، وحتى محطة إذاعية. وأسست يعقوبي «المعهد الأفغاني للتعليم» خلال حكم «طالبان». ويوفر المعهد التعليم والتدريب للمعلمات والأطفال، ويقدم حالياً المساعدة لأكثر من 350 ألف امراة وطفل كل عام لاكتساب المهارات. ويعمل في المعهد 480 شخصاً على الأقل، معظمهم من النساء، وله 340 فرعاً يتمتع معظمها باكتفاء ذاتي. ويتعلم التلاميذ مهارات القيادة بالإضافة إلى تدريس المنهج العادي. ويعتمد المعهد في تمويله على التبرعات والرسوم، وفي حال كان الأهل غير قادرين على الدفع يقدم المعهد المنح الدراسية. ويقوم المعهد الذي أسسته يعقوبي بتدريب الممرضات والقابلات وغيرهن من العاملات لتقديم التثقيف الصحي في المستشفيات العامة. وتأمل يعقوبي بتأسيس جامعة في أفغانستان في المستقبل القريب. ويعتبر نظام التعليم في أفغانستان واحداً من أهم النجاحات في البلاد منذ الإطاحة بحركة «طالبان» من السلطة. ولم يكن مسموحاً في العام 2001 للفتيات بالانتساب إلى المدارس الرسمية التي كانت تضم مليون طالب من البنين، ولكن بحلول العام 2012 ارتفع عدد تلاميذ المدارس إلى 7.8 مليون، من بينهم نحو 2.9 مليون فتاة، بحسب البيانات الصادرة عن البنك الدولي. ولا تزال العديد من المدارس تقام في الخيام او تحت الاشجار، فيما بعضها الاخر هو عبارة عن منازل حولت الى مدارس. ويقول البنك الدولي إن 52 في المئة من المعلمين، البالغ إجمالي عددهم 180 ألفاً فقط، يلبون الحد الأدنى من المعايير المطلوبة، في حين يحصل الباقون على التدريبات اللازمة أثناء الخدمة. ولا تزال معدلات تسرب الفتيات من الدراسة مرتفعة للغاية في المدارس الثانوية، كما أن معدل محو أمية الكبار في البلاد (39 في المئة فقط ممن يتجاوزون سن الخامسة عشرة يمكنهم القراءة والكتابة)، يعد واحداً من أدنى المعدلات في العالم. وأشارت أحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي إلى أن 36 في المئة من الفتيات يذهبن الى المدرسة، على رغم أن العديد منهن لا يكملن تعليمهن الثانوي. ونسب الأمية ما زالت مرتفعة للغاية بين الفتيات على رغم عدم وجود إحصاءات رسمية دقيقة في هذا الصدد. وقال تقرير صادر عن «الجهاز المركزي للإحصاء» و«منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) إن 22.2 في المئة من النساء في المرحلة العمرية بين 15 و24 عاماً يمكنهن القراءة والكتابة. وبدأت بعض النساء الانخراط في بعض الأعمال. وقالت «منظمة الإغاثة الإسلامية» إن النساء يشكلن أكثر من 25 في المئة من أعضاء البرلمان وموظفي الحكومة في أفغانستان.