رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتجدد الشعور بالحاجة الملحة للتوصل إلى حل في سورية، وقال إن العالم أمام «لحظة نادرة» لفرصة ديبلوماسية لوضع حد للعنف، فيما رفض مسؤول سوري وضع «جدول زمني» للعملية السياسية، بالتزامن مع تأكيد طهران أن وحده الرئيس بشار الأسد من يقرر ما إذا كان سيترشح أم لا في الانتخابات المستقبلية. وقال بان في مؤتمر صحافي على هامش قمة العشرين في تركيا إن خريطة الطريق التي أقرها اجتماع فيينا أول من أمس «مشجعة وطموحة» وحض على تنفيذها في أسرع وقت ممكن لتمهيد الطريق أمام وقف شامل لإطلاق النار. وأضاف: «أحض المشاركين على تخطي خلافاتهم حتى يتمكنوا من الضغط باتجاه فرض وقف شامل لإطلاق النار. بعد سنوات من الانقسام نحن نشهد لحظة نادرة لفرصة ديبلوماسية لوضع حد للعنف». كما دعا بان قادة دول مجموعة العشرين لتقديم الدعم وسط تخبط أوروبا في التعامل مع عشرات الآلاف من المهاجرين معظمهم سوريون التي وصفها بأنها «أكبر أزمة تهجير منذ الحرب العالمية الثانية». في دمشق، قال وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر إنه غير مسموح لا لأصدقاء الحكومة ولا لأعدائها بوضع «أجندات زمنية» لأي خطة لتحقيق السلام في البلاد، مشدداً على أن ذلك حق للسوريين وحدهم. وجادل حيدر في تصريحات بدمشق بأن السوريين فقط هم من يحق لهم وضع خريطة طريق لتحقيق السلام، وانتقد المشاركين في محادثات فيينا لعدم وضعهم جماعات ناشطة في سورية على «لائحة التنظيمات الإرهابية». وقال: «المفترض أن تُبحث نقطة واحدة هي تعريف الإرهاب والإرهابيين والتنظيمات الإرهابية وغير الإرهابية. وهذا لم يُبحث. داعش والنُصرة... هذا عنوان عريض. هناك كثير من التنظيمات التي يجب أن تُوضع على لائحة الإرهاب ونحن مصرون في سورية على أن توضع على لائحة الإرهاب». وزاد: «الدخول في آليات التغيير وبُنية التغيير. حقيقة هذه مسؤولية السوريين فقط وليس مسموحا لأحد لا أن يضع أجندات زمنية إن كان صديقاً أو عدواً ولا أن يقول ما هو الذي يجب أن يتغير أو يُغير في سورية بالبنية والآليات. (اجتماع) فيينا أو غيره مطلوب منه شيء واحد هو تأمين الخيمة والمناخ الدولي لحوار السوريين مع بعضهم البعض. وما عدا ذلك فهو حق للسوريين وواجب على السوريين فقط من دون أي طرف آخر». وقال انه بالنسبة إلى المشاركة في مفاوضات مع المعارضة «قرار سياسي في سورية وسيادي، لكن من خلال تجاربي السابقة دائماً كانت سورية موافقة على الذهاب إلى أي محفل دولي لتقول كلمتها لأنها لا تخاف من أن تقول كلمة في أي محفل من المحافل. وبالتالي لا مانع بالمبدأ -ولست أنا صاحب القرار- من أن نشارك في أي لقاء دولي وأن نقول كلمتنا ولكن الأهم: هل يُعَوَل على ذلك إيجابياً أم لا؟. هذا هو السؤال». وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي من فيينا أن «بعض المشاركين شددوا على أن يتضمن النص استبعاد الأسد إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تسمح بأن يتضمن البيان الختامي هذه الإشارة». وتابع: «شددنا على أن الأسد هو وحده من يقرر أن يترشح أم لا في الانتخابات وأن الشعب السوري هو من يقرر التصويت له أم لا». وأضاف عبد اللهيان: «شددنا بعد الأعمال الإرهابية في بيروت وباريس، على ضرورة توجيه رسالة واضحة إلى الإرهابيين وتبني خطة ملائمة لمحاربتهم». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أوضح أن «خلافات لا تزال قائمة حول مصير بشار الأسد».