يتنقل بطل العالم لسباقات فورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون بين مدن كثيرة، لا سيما تلك المشهورة في عالم الموضة والأضواء، وهي جوانب تجذبه كثيراً خارج الحلبات فيتفاعل معها وتتفاعل معه. هاميلتون حامل اللقب العالمي 3 مرات، واحتفظ به أخيراً قبل نهاية الموسم بثلاث جولات، ليصبح البريطاني الأول الذي يتوج ثلاث مرات في عمر المسابقة البالغ 65 سنة، منضماً إلى 9 أبطال آخرين يحملون اللقب 3 مرات أو أكثر، تفتحت عيناه على عالم الموضة منذ كان يافعاً. فقد انضم الفتى الموهوب إلى فريق ماكلارين وهو في الثالثة عشرة من عمره، واحتضنه مديره رون دينيس، وهناك كان أول عهده مع خطوط الأزياء، بفضل القائمين على ماركة «هوغو بوس» أحد رعاة الفريق. ومنذ سنواته الأولى في المنافسة، استهوى عالم الليل والشهرة «بطل المستقبل»، فاعتاد تدريجاً التنقل «بين زهوره كالفراشة»، علماً أن دينيس لم يحبذ يوماً هذا النهج في حياة الوجه الصاعد. إنها حياة ال «بيبول» التي يتصدر مجلاتها ومناسباتها ومواقعها للتواصل الاجتماعي (يتبعه حوالى 8.14 مليون معجب) إلى جانب مشاهير ونجوم سينما وأزياء. تقله طائرة حمراء خاصة ثمنها 25 مليون يورو، ليكون على الموعد ملبياً الدعوات والالتزامات من دون أي تأخير. وهو لا يمل من هذا «الإيقاع الضاغط» كما يؤكد، بل يعطيه حافزاً ليكون أكثر تركيزاً على الحلبات، على رغم ما يتسبب له ذلك من إرهاق لا سيما بسبب فارق التوقيت، لكنه لا يكف عن القول: «إذا كان الذهن مرتاحاً فالجسد أيضاً، وأنا أدرى بحالتي البدنية وما يمكنني تحمله». هاميلتون (30 سنة) جاذب دائماً للصحافيين والمصورين ومثير لفضولهم، خصوصاً في مناسبات النجوم. ففي كرنفال باربادوس ظهر برفقة ريهانا معتمراً ريش طاووس، ومكانه محجوز دائماً خلال أسابيع عروض الموضة في باريس ولندن ونيويورك، وفي سهرات لوس أنجليس وميامي، حيث تختلف تصرفاته عما هي عليه في حظيرة مرسيدس وخلف مقود سيارتها. ومن الطائرة الخاصة إلى اليخت الفخم، اعتاد هاميلتون مرافقة نجوم أمثال الأخوات جينر غير الشقيقات لكيم كارداشيان، لا سيما كيندال المقربة منه كثيراً. ولا يكتفي هاميلتون بوضع أقراط من الألماس في أذنيه وسلسلة ذهبية غليظة في عنقه تحمل شعار مرسيدس، فخلال جائزة إيطاليا الكبرى على حلبة مونزا صبغ شعره باللون الأشقر، وبدا على غرار المشاهير الذين يفتشون عن وسائل غريبة تلفت النظر إليهم وتجعلهم حديث الساعة. و»كرر فعلته» إذ ظهر في المقصورة الملكية خلال نهائي دورة «ويمبلدون» لكرة المضرب من دون ربطة عنق. واللافت أن مجلات الموضة المتخصصة مثل «جي كيو» البريطانية تفرد لهاميلتون أغلفة عدة، فوفق مدير تحريرها ديلان جونز، فان «لويس أيقونة لأنه لا ينتمي فقط إلى أجواء الأزياء والأضواء بل هو رياضي كبير، وهذه فرادة في شخصيته، وتقديره للموضة أدخله آفاقاً أرحب ما زاد من شعبيته». في حله وترحاله، اعتاد هاميلتون على رفقة صديقه سبينز المصور والمنتج الموسيقي، الذي يهتم بطلته وعروض الأزياء التي يقدمها البطل لحساب دار «بالمان». في المقابل، يفاخر النجم البريطاني بالتقاطه صوراً مع المصمم كارل لاغرفيلد خلال أسابيع الموضة. ويجد في مثل هذه المناسبات ترفيهاً بعيداً من ضغط المنافسات، كاشفاً انه يهوى الابتكارات و»الخلق والفن والجمال» ويهتم بتفاصيلها، ويقول في هذا الصدد: «أنا في عالم فورمولا واحد وسباقات السيارات لأني أحب القيادة والمنافسة. والمهندسون مبتكرون أساساً أشياء جديدة كل يوم، ولهم عالمهم الخاص المفعم بالوحي على غرار مصممي الأزياء وراسمي خطوط الموضة». واعتمد هاميلتون لنفسه خطاً خاصاً بالموضة والأزياء يجده بعضهم غريباً ومبتذلاً، لكنه يلخص ما أطلقه جان بول غوتيه قبل 30 عاماً وما درج عليه ألكسندر ماكووين لاحقاً، إذ يمثل الولد الشقي الذي يستلهمون من تصرفاته أفكاراً وابتكارات، فلا غرابة إذا بدا في سلاسل حول عنقه كمغني الراب كين وست، وقلد فاريل وليامس معتمراً قبعته. ففي مبالغاته يعبر عن تمرد واستفزاز، وهما صفتان «تناسبان سن هاميلتون، الذي بدا أكثر نضوجاً هذا الموسم، وعالم سباقات فورمولا واحد». كما أنه يبدو أكثر أناقة من بعض نجوم كرة القدم، الذي يبالغ بعضهم أيضاً في اختياراته من «خطوط غريبة». يحرص هاميلتون من خلال فريق عمله الخاص على جمع كل ما يكتب عنه في «صحافة المشاهير». ويستمتع بالسهر مع «نخبة» مثال بيونسيه وريهانا وكيم كارادشيان وكاني وست، وطبعاً كيندال جينر. وهو أول المدعوين لعروض بالمان، وضيف الشرف إلى طاولة أوليفيه روستنغ المدير الفني للدار الفرنسية. ويدرك جيداً أن وسائل إعلام كثيرة تحيطه بعنايتها ليس كرياضي فقط بل ك «نقطة استقطاب لأضواء» تسعى إليها ماركات عالمية وشركات كبرى.