بعد هول الصدمة الناجمة عن الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ فرنسا، احتلت أعمدة الصحف الفرنسية الصادرة اليوم (الأحد)، مشاعر الحزن والغضب، ومناشدات للوقوف صفاً واحداً ضد التطرف والدعوة إلى «رد الضربة بمثلها». عنوان «الحزن والغضب» تصدّر صحيفة «لو فيغارو» التي وعلى غرار صحيفة «ليبراسيون» صدرت استثنائياً اليوم بعد يومين من الاعتداءات التي نفذها ثمانية انتحاريين في ستة مواقع مختلفة في العاصمة وأسفرت عن 129 قتيلاً و352 جريحاً، وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عنها. وعنونت صحيفة «ليبراسيون» «أنا باريس»، مستعيدة في ذلك شعاراً يُستخدم على نطاق واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مستلهماً من شعار «أنا شارلي» الذي انتشر عالمياً بعد الاعتداءات التي استهدفت المجلة الساخرة في كانون الثاني (يناير) الماضي في باريس. أما صحيفة «لوباريزيان اوجوردوي آن فرانس» التي صدرت في عدد خاص، فعنونت «فلنقاوم». وقالت صحيفة «ليبراسيون» إن «المذبحة التي حصلت في باريس تفضي إلى خلاصة تفرض نفسها بواقعيتها المريرة على الفرنسيين من الآن فصاعداً وهي العيش مع الإرهاب». وكتبت صحيفة «لو موند»: «فرنسا في حرب ضد إرهاب شمولي، أعمى، قاتل على نحو رهيب». وكانت الدعوة إلى الوحدة الوطنية، القاسم المشترك بين كل الصحف، ولخصتها صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» على صدر صفحتها الأولى بعنوان «الجمهورية في مواجهة الهمجية». وعلى صعيد الصحف المناطقية، قالت صحيفة «ديرنيير نوفيل دالزاس» إن «التحدي الحقيقي هو تأكيد القيم الجمهورية»، بينما اعتبرت صحيفة «لا بريس دو لا مانش» أن «المتطرفين يشنون الحرب علينا، وبوحدتنا سنتمكن من مواجهة هذا الجنون المرفوض». أما صحيفة «الزاس» فكانت أكثر صراحة في المطالبة برد الصاع صاعين، وكتبت «حان وقت رد الضربة بضربة. يجب أن نكون عديمي الرحمة في مواجهة أعدائنا في الداخل كما في الخارج». وفي السياق نفسه، كتبت «لو فيغارو» أنه "في مواجهة الوحشية، ثمة مبدأ واحد: القوة، وفي مواجهة الهمجية ليس هناك سوى قانون واحد: الفاعلية". ومن جهة أخرى، تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس، برد قاسٍ على الهجمات التي نفذها «داعش»، مؤكداً أنها عمل من أعمال الحرب ضد فرنسا. وقال هولاند إن «داعش نظم الهجمات من الخارج وحصل على مساعدة داخلية»، إذ يركز المحققون على معرفة ما إذا كان المهاجمون تحركوا من فرنسا أم من الخارج. وأكد هولاند بعد اجتماع طارئ لقادة الأجهزة الأمنية: «يجب على الدولة أن تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة حرب، وفرنسا لن تكون رحيمة تجاه متوحشي داعش».