زكّى المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني، مساء الجمعة، عبدالعزيز بلخادم أميناً عاماً للحزب الأكبر في الجزائر لولاية ثانية على التوالي. ودخل بلخادم السباق كمرشح وحيد بتزكية من هياكل الحزب ورغبة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في استمراره على رأس الحزب. ولاقى المؤتمر انتقادات من الأمين العام السابق عبدالحميد مهري الذي رفض الحضور بدعوى أن الحزب «في حاجة لفتح ملفات للنقاش بكل صراحة». وعملياً يكون مؤتمر جبهة التحرير أنهى أشغاله في اليوم الأول بدل ثلاثة أيام بتزكية المؤتمر التاسع، مساء الجمعة، بلخادم أميناً عاماً لولاية ثانية. ورفض الأمين العام السابق عبدالحميد مهري المشاركة في المؤتمر «لإرتباطات (له) مع جامعة قسنطينة»، وبعث برسالة إلى الأمين العام الحالي بلخادم دعاه فيها إلى إجراء مناقشة «صريحة» عن الوضع داخل الجبهة. وشدد مهري، وهو أحد وجوه الجبهة التي تحظى باحترام السلطة على رغم آرائه التي لا تصب دائماً في خانة تلبية رغباتها، على ضرورة «أن نفتح نقاشاً صريحاً وعميقاً حول التجربة الماضية منذ الاستقلال، تجارب الحزب مع النظام والسلطة والحكم». وتابع مهري الذي أطيح به من منصبه في منتصف التسعينات بسبب ما قيل عن جرّه الحزب إلى صفوف المعارضة، أنه كان مستعداً ل «إلغاء كل التزاماتي» لو أدرك أن الجبهة ستفتح نقاشاً حقيقياً و «ما زلت اعتقد أن هناك الكثيرين ممن يريدون مساءلتي على منصبي يوماً ما كأمين عام بعدما تم انتخابي من قبل اللجنة المركزية عندما كانت البلاد تواجه وضعاً خطيراً». وأُطيح مهري في العام 1995 في أعقاب ما عُرف ب «الانقلاب العلمي» بعد مشاركة جبهة التحرير في لقاء « سانت إيجيديو» في شأن المصالحة الوطنية. وقال: «تعلمون جيّداً كيف تم إبعادي من الحزب، ومنذ ذلك الوقت جرت مؤتمرات من دون أن يفتح المجال للرأي والرأي الآخر حول قضايا في عمق الحزب ... العودة إلى الماضي لا تقل أهمية بالنسبة إليّ للتعامل بموضوعية مع القضايا الرئيسية التي تواجه البلاد».