كشفت تقارير أمس عن وجود ما يشبه الخسارة لروسيا في معركتها الدفاعية عن الحصة السوقية بعدما بدأت عدة دول منتجة للنفط في الشرق الأوسط تتوسع في الحصص السوقية، ما قد يؤثر ذلك على القرارات التي قد تأخذها «أوبك» بشأن إنتاج الخام في اجتماعها المقرر في شهر ديسمبر المقبل. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية «ايجور سيتشين»: إن السعودية بدأت تمد بولندا بالنفط الخام للمرة الأولى بعمليات تسليم من خلال دانسك، لتنضم بذلك إلى قائمة منتجي منطقة الشرق الأوسط الذين يدخلون سوقا طالما كانت روسيا تهيمن عليها. وقال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط في روسيا خلال مؤتمر للمستثمرين في موسكو: إننا نعمل تحت ظروف منافسة قاسية. وفي إشارة أخرى على تغير التوازن في السوق العالمية قالت مصادر في القطاع إن المجر زادت وارداتها النفطية من إقليم كردستان العراق بدلا من الخام الروسي. وتراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى أقل من النصف منذ يونيو العام الماضي في الوقت الذي ترفض فيه عدة دول داخل منظمة «أوبك» خفض إنتاجها من أجل عدم التأثير على السوق بما قد ينعكس سلبا عليه. يشار إلى أن المملكة ذكرت أن منتجي النفط عالي التكلفة سيضطرون في نهاية الأمر إلى خفض إنتاجهم والمساعدة على استعادة التوازن. يأتي هذا في الوقت الذي انخفضت فيه أسعار النفط الخام في التعاملات الآجلة أمس بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار تخمة المعروض في سوق النفط في عام 2016 وسط تباطؤ نمو الطلب في ظل انتاج أوبك المستقر عند مستوياته القياسية. وأوضحت وكالة الطاقة أن فائض المعروض في السوق العالمية سيستمر لمدة عام آخر على الأقل، مشيرة إلى أنه من المرجح أن تظل التخمة في السوق خلال العام المقبل وسط توقعات بدخول إنتاج إيراني إضافي السوق. وتوقعت الوكالة التي تقدم الاستشارات للدول الصناعية بشأن سياسة الطاقة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.21 مليون برميل يوميا في 2016 بانخفاض نحو 150 ألف برميل عن توقعاتها في الشهر السابق، مشيرة إلى احتمالات حدوث انكماش إجمالي في الانتاج من خارج أوبك بنحو نصف مليون برميل يوميا مع خفض الإنفاق على انشطة المنبع بنسبة تتجاوز 20 في المئة.