يغادر الموفد الدولي إلى الصحراء كريستوفر روس الى الجزائر اليوم السبت في اختتام زيارة إلى المغرب دامت ثلاثة أيام، اجتمع خلالها مع العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيدالله ووزيري الخارجية الطيب الفاسي العنوي والداخلية الطيب الشرقاوي. وذكرت مصادر رسمية أن العاهل المغربي أعرب عن الاستعداد الكامل لبلاده «للتفاوض والتوصل الى حل سياسي حقيقي ونهائي للنزاع الإقليمي في ضوء التزام تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1871 الصادر في نيسان (أبريل) عام 2009 الذي دعا الأطراف المعنية الى التحلي بالواقعية وروح الوفاق في مفاوضات مكثفة وجوهرية». وأضاف العاهل المغربي أن مبادرة بلاده تخويل الصحراء حكماً ذاتياً «في إطار الوحدة الترابية والوحدة الوطنية» يستجيب «استجابة كاملة لمحددات وتوجيهات قرارات مجلس الأمن». وتلتقي رؤية المغرب مع خلاصات توصل اليها الموفد الدولي السابق بيتر فان فاليوم لدى إقراره أمام مجلس الأمن بأن خيار استقلال إقليم الصحراء «ليس واقعياً». وصرح وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري بأن المغرب «تحدوه رغبة أكيدة في تجاوز المأزق الذي تسببت فيه الديبلوماسية الجزائرية». وأضاف: «ننتظر أن يكون كريستوفر روس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكثر قناعة من أي وقت مضى، بأن المغرب تحدوه رغبة أكيدة في طي صفحة المأزق الراهن». واتهم الديبلوماسية الجزائرية بأنها «تقف وراء ذلك، وعبّر «عن أمله في السير قدماً لإنهاء النزاع». لكنه أشار الى ان المغرب يجد نفسه في مواجهة طرف «ما زال منغلقاً ويعمل بكل الوسائل للحؤول دون إحراز التقدم». الى ذلك، أكد السفير الأميركي في الرباط صامويل كابلان أن اقتراح المغرب منح حكم ذاتي لسكان الصحراء يعتبر «فكرة جيدة وبناءة». وأعرب الديبلوماسي الأميركي عن أمله في «أن تتوصل المفاوضات الجارية حول الصحراء برعاية الأممالمتحدة الى حل ملائم»، مشيراً الى أهمية التوجه الغربي في إقامة نظام جهوي موسع. ولاحظت المصادر أن محادثات روس في المغرب شملت كل الفاعليات السياسية. واجتمع للغاية ذاتها مع رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية خلي هنا ولد الرشيد الذي سبق له أن شارك في جولات المفاوضات الرسمية حول الصحراء. وتأتي زيارة روما إلى المنطقة بعد جولتين من المفاوضات غير الرسمية في فيينا وارمونك، كشفتا اختلاف وجهات النظر إزاء التعاطي ومرجعية المفاوضات، إلا أن مفاوضات ارمونك كانت الأولى التي يناقش فيها الوفد المغربي الاقتراحات المطروحة. وذكرت مصادر رسمية أن الهدف كان تأكيد استحالة معاودة البحث في خطة الاستفتاء الذي تعتبره الرباط «متجاوزاً» للخطوط الحمراء.