وقَّعت شركة أرامكو السعودية مذكرة تفاهم شاملة مع مجموعة «هيونداي هيفي إندستريز» للتعاون في استكشاف وتطوير مجموعة من فرص الأعمال في السعودية، أبرزها مجمع الصناعات البحرية، الذي تعتزم الشركة تطويره في رأس الخير على الخليج العربي. جرى توقيع الاتفاق خلال حفلة أقيمت أول من أمس، حضرها رئيس «أرامكو السعودية» كبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، ومن جانب مجموعة «هيونداي هيفي إندستريز» النائب الأعلى للرئيس للتخطيط العام كي سون تشونغ. وتضع المذكرة إطاراً شاملاً للتعاون فى مجالات عدة تشمل الهندسة وتوفير وإعداد المواد والإنشاء، وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وإقامة مرفق لصناعة الصب والتشكيل. كما تشمل إنشاء حوض سفن على مستوى عالمي والنهوض بصناعة محركات الديزل البحرية في المملكة. وأوضح الناصر أن بداية المحادثات حول التعاون الاستراتيجي تعود إلى الزيارة التي قام بها أعضاء مجلس إدارة «أرامكو السعودية» إلى مجمع «أولسان» في مجموعة «هيونداي هيفي إندستريز» في نيسان (أبريل) الماضي. وقال الناصر: «إن المذكرة هي نواة لتحقيق فكرة كبيرة وطموحة من شأنها توطيد العلاقة الاستراتيجية بين شركتين تحتلان الصدارة العالمية في مجالهما، وستدفع بأعمالهما نحو الازدهار، كما أنها تعزز العلاقات الاقتصادية بين المملكة وكوريا الجنوبية». وأضاف: «إن التعاون الاستراتيجي بينهما من شأنه أن يضيف قيمة مميزة لاقتصاد المملكة، بما في ذلك الإسهام بشكل رئيس في تحقيق رؤية أرامكو السعودية للوصول بالمحتوى المحلي من الصناعات والخدمات إلى 70 في المئة بحلول 2021، وتوفير آلاف فرص العمل النوعية للمواطنين السعوديين». وأعرب رئيس «أرامكو» عن تطلعه إلى أن يؤدي اتفاق التعاون المبدئي إلى قرارات استثمارية متبادلة بين المملكة وكوريا الجنوبية، وإلى تصنيع أول ناقلة بحرية عملاقة للبترول، وتكون مصنعة بأيدٍ سعودية وجودة عالمية منافسة، تنطلق إلى أرجاء العالم بحلول العام 2021. من جانبه، قال تشونغ: «إن الشراكة بين اثنين من عمالقة الصناعة لا تعني فقط إتاحة فرصة كبيرة لتعزيز قطاعي بناء السفن، وأعمال الهندسة وتوفير وإعداد المواد والإنشاء، في كوريا، لكنها تعد أيضاً امتداداً لاسهامات مجموعة هيونداي في المملكة التي تعود إلى نحو 40 عاماً مضت عندما حصلت المجموعة، وكانت في بداية انطلاقتها على عقد لبناء مشروع ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل». وترجع أهمية توقيع المذكرة إلى أنها تتيح إمكان تكرار تجربة الجبيل الرائدة، والتي أصبحت ذات نفع كبير للسعودية، كما أنها أسهمت بشكل هائل في نمو وتطوير أعمال مجموعة «هيونداي هيفي إندستريز». وتقود «أرامكو السعودية» مبادرة رائدة لإنشاء مجمع عملاق للصناعات البحرية في رأس الخير، بالتعاون مع الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري و«هيونداي هيفي إندستريز» كشريكين محتملين وبالاستفادة من أعمال الشركاء الآخذة في التوسع لتسريع جهود توطين صناعة النقل البحري الناشئة والواعدة في المملكة ومنظومة التوريد المرتبطة بها من منتجات وخدمات. وتشمل نواة التعاون الجديد بين الشركتين، استكشاف الفرص المتاحة في نطاق واسع من المجالات المتنوعة مثل أعمال الهندسة وتوفير وإعداد المواد والإنشاء، والتكرير والمعالجة والتسويق، وتصنيع المعدات الكهربائية. واتفقت الشركتان على استكشاف أي فرص أخرى مجدية للتعاون. وتتمثل الرؤية المشتركة ل«أرامكو السعودية» و«هيونداي هيفي إندستريز» في أن هذا التحالف الاستراتيجي يُمكن الشركتين من تلبية الطلب المتزايد في شتى المجالات في المنطقة.