في حزيران (يونيو) الماضي، أعلن نادي ريال مدريد الاسباني تعاقده مع المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز لمدة ثلاث سنوات، بعد أسبوع من إقالة الإيطالي كارلو أنشيلوتي من المنصب. وتولى انشيلوتي مهمة تدريب «النادي الملكي» في حزيران (يونيو) 2013، ونجح في قيادة ريال إلى لقبه العاشر في دوري أبطال اوروبا «لا ديسيما» بعد انتظار دام 12 عاماً، لكن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز أقال المدرب الإيطالي بعد انتهاء الدوري الاسباني مباشرة، لفشله في قيادة الفريق إلى أي لقب كبير في ذلك الموسم. ونشر موقع «بليتشر ريبورت» المعني بأخبار الرياضة مقالاً قارن فيه بين أداء كل من بينيتيز وانشيلوتي في تدريب النادي الملكي، آخذاً في الاعتبار وضع النادي عند تقلدهما المنصب، وحجم الانفاق المخصص لانتقالات اللاعبين، ونتائج مباريات النادي في عهد كل مدرب، والإستراتيجيات التي اتبعاها كل منهما. وذكر المقال أن ريال مدريد كان يعاني من مشاكل كبيرة في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو (2010-2013)، إذ وجدت انقسامات بين اللاعبين في غرفة الملابس وصفوف اللعب، وأمام الصحافة. أما بالنسبة إلى أداء اللعب، فأنهى مدريد موسم 2012-2013 متأخراً ب15 نقطة عن برشلونة، وهو الفرق الأكبر بين الناديين في التاريخ. وللتعامل مع هذا الوضع، استعان أنشيلوتي بشخصيته المحببة ومهاراته الديبلوماسية في كسب ثقة اللاعبين، وإعادة الهدوء إلى صفوف النادي الإسباني. في المقابل، لم يواجه بينيتيز عند تسلمه تدريب النادي تحدياً في ما يخص استقرار صفوف الفريق وسهولة إدارته، بل وجد نفسه خلفاً لشخصية محبوبة من قبل اللاعبين، ما صعّب مهمته على الصعيد الشخصي. أما في ما يتعلق بحجم الإنفاق المخصص لانتقالات اللاعبين في عهد كل من المدربين، فيذكر أن وصول أنشيلوتي في 2013 تزامن مع تخصيص إدارة النادي قدراً كبيراً من الأموال لشراء لاعبين جدد. وتعاقد رئيس النادي بيريز مع كل من اللاعبين الاسبانيين آسير إيارامندي وفرانسيسكو سواريز (إيسكو)، قبل أن يشتري غاريث بايل في الصفقة التي اعتبرت الأغلى في تاريخ كرة القدم. وفي الوقت نفسه، غادر لاعبان قديران صفوف «النادي الملكي»، هما الألماني مسعود أوزيل والأرجنتيني غونزالو هيغواين، ما أجبر أنشيلوتي على القيام بتغييرات جذرية في تشكيلة الفريق وأدوار بعض اللاعبين، الأمر الذي يعد تحدياً أكبر، خصوصاً أن التغييرات التي أحدثها بينيتيز اقتصرت على السياق الاستراتيجي، وليس على صعيد اللاعبين. وعلى رغم أن رحيل حارس المرمى الإسباني إيكر كاسياس في تموز (يوليو) الماضي، لم يكن سهلاً على الفريق في عهد بينيتيز، إلا أن التشكيلة الأساسية للفريق بقيت كما هي، ما وفر للمدرب الإسباني منصة مستقرة للعمل. وعقد المقال مقارنة بين نتائج النادي الإسباني بعد 15 مباراة من تسلم المدربين، لافتاً النظر إلى أن 12 من المباريات ال15 الأولى في عهد أنشيلوتي كانت خلال الدوري الإسباني، وثلاثة خلال دوري أبطال أوروبا، في حين كانت أول 11 مباراة لبينيتيز مع ريال مدريد خلال الدوري الإسباني، وأربعة في دوري الأبطال. واعتبر الموقع أن هذه المقارنة عادلة، لأنه في حين اضطر بينيتيز إلى مواجهة فرق قوية مثل باريس سان جيرمان، تضمنت مباريات أنشيولتي مواجهة «كلاسيكو» التي لم يشهدها بينيتيز بعد. وأظهرت النتائج تفوق ريال مدريد في عهد المدرب الإيطالي بعدد الانتصارات والنقاط والأهداف، لكن ذلك جاء على حساب أداء خط دفاع الفريق الذي اعتبر ضعيفاً نسبياً في تلك الفترة. في المقابل، يعتبر مستوى لعب النادي الإسباني في عهد بينيتيز أكثر تناسقاً، مع تركيز أكبر على استراتيجيات الدفاع. وأشار المقال إلى أن بينيتيز يدافع باستمرار عن كفاءته خلال المؤتمرات الصحافية، مستعيناً بالإحصاءات والأرقام، لكن عند مقارنة المباريات ال15 الأولى لكلا المدربين، اتضح أن عدد تسديدات لاعبي النادي الإسباني في مرمى خصومهم خلال عهد أنشيلوتي كان أقل من رصيد خلفه، إلا أن تفوق المدرب الإيطالي في عدد الأهداف يشير إلى أن صنع الأهداف في عهده كان أفضل. وتفوق المدرب الحالي في عدد تمريرات لاعبيه، نتيجة اتباعه استراتيجيات تولي الدفاع أهمية كبيرة، فرضت عليه بسبب إصابة بعض أفضل لاعبيه خلال الهجوم. وعلى رغم تفوق أنشيلوتي الظاهر على بينيتيز في مبارياته الأولى، إلا أن المقال يرجح تحسن كفة المدرب الإسباني عند توفر رباعي اللاعبين كريم بنزيمة وجيمس رودريغز وبايل الغائبين مع كريستيانو رونالدو.