نفى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن يفضي الاتفاق الرباعي بين بلاده وروسيا وإيران وسورية إلى وجود قوات روسية في العراق، مؤكداً أن الاتفاق معني بتبادل المعلومات فقط في مكافحة الإرهاب، ورأى أن الحل العسكري في سورية «جرب حظه ولم ينجح طوال الأعوام الماضية، وأنه يجب أن يترك للسوريين تقرير مصيرهم. وأكد الجعفري ل«الحياة» أمس، بعد استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للرئيس العراقي فؤاد معصوم، أن العلاقات السعودية - العراقية «علاقات تاريخية وقوية»، وأن البلدين لديهما الرغبة في تعزيزها، مشيراً إلى أن المملكة «هي بلد الحرمين وهي مصدر معنوي لكل المسلمين». وأشار إلى أن اللقاء كان إيجابياً، «كان لقاء جيداً، ولمسنا تأكيداً من خادم الحرمين على تقوية العلاقات العراقية - السعودية، والاستعداد التام للتعاون بين البلدين، كما تم استعرض العلاقات التاريخية التي تربطنا، واستعرض الملك سلمان ذكرياته في سفره للعراق سابقاً، سواء رسمياً أم زيارات في طابعها الاجتماعي». ولفت إلى نجاح القمة الرابعة التي استضافتها الرياض أمس بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، وقال الجعفري: «القمة خرجت بمجموعة من النقاط وهي باقة فهم مشتركة بين العرب وأميركا الجنوبية وتعزيز التنمية والسلم ومكافحة الإرهاب والتطرف، والتفاهم الإقليمي والجنوب الأميركي ومعالجة القضايا العربية في الشرق الأوسط وفي مقدمها فلسطين، وفي الوقت نفسه تم بحث قضايا سورية واليمن والتشديد على مواجهة الإرهاب والقضاء عليه وتخليص المنطقة منه». ونوه الجعفري بالتعاون مع السعودية في مجال مكافحة الإرهاب «الإرهاب الذي يدهمنا هو الذي يدهم السعودية (...)، واستطاعت الاستخبارات السعودية أن تقبض على العناصر الإرهابية، ولذلك طبيعة الخطر المشترك تولد تعاوناً مشتركاً». وحول التعاون الرباعي بين العراق وسورية وإيران مع روسيا وإن كانت بلاده ستمهد لوجود قوات روسية على أرضها قال: «الاتفاق الرباعي مع روسيا هو فقط للتبادل المعلوماتي، خصوصاً أننا نحن نحتاج للتعاون الاستخباري في مجال مكافحة الإرهاب وليس أكثر من هذا، وهذا الاتفاق لن يتجاوز تبادل معلومات استخباراتية فقط، وتوظيفها لمواجهة الإرهاب، وليس من المطروح حالياً أن يكون هناك وجود روسي على الأراضي العراقية (...)، ما كان مطروحاً تبادل المعلومات بيننا وبين هذه الدول فقط ونحن نتطلع للتعاون في المجال الاستخباري لأن حرب الإرهاب ليست حرباً تقليدية والمعلومات والاستخبارات تلعب دوراً كبيراً في هذه الحرب، من خلال رصد حركتهم من الداخل إلى الخارج العراقي والعكس صحيح». ورداً على سؤال حول دمج مكونات المجتمع العراقي في العملية السياسية قال الجعفري: «مسألة المشاركة الوطنية المتعددة في العراق أمر واقع، واليوم (أمس) نحن كنا في زيارة لخادم الحرمين ورئيس الجمهورية سني كردي وأنا شيعي عربي ووزير التخطيط سني عربي وفي النهاية نحن عراقيون وهي تشكيلة موجودة». وبخصوص رؤيته للأزمة السورية بعد التدخل الروسي، أكد وزير الخارجية العراقي أن «الحل العسكري في سورية جرب حظه ومضت 5 أعوام ولم يزد الطين إلا بلة، ولا أعتقد أن الحل العسكري يحقن الدم ويحل المشكلة ولا يوجد إلا الحل السياسي وهذا متروك للشعب السوري الذي يجب أن يحترم ليقرر مصيره، ونحن يجب أن ندعمهم».