بعد غياب دام نحو ثلاثة أعوام بسبب مشاريع التوسعة التي طاولت الحرم المكي، وتسببت في خروج «الرواق العثماني» موقتاً من صحنها، عاد الرواق مزيناً ومزخرفاً إلى عهده، إذ عاد مشهد الرواق القديم مجدداً الى أحضان صحن الطواف، بعد اكتمال معظم أجزائه ذات القيمة الخاصة لدى زوار الحرم الشريف. ونجحت الشركة المكلفة بأعمال الرواق في المحافظة على الشكل القديم له، مع إظهار القباب بألوان جديدة ولامعة، مزجت بين التراث والحداثة، مع الاحتفاظ بزخارفها الداخلية والخارجية، في وقت أعلن فيه أن الفترة المقبلة ستشهد عودة كامل الرواق إلى شكله السابق، ومن أجل مزيد من العناية ب«الأثر التركي العريق»، جرت تغطية الأعمدة العديدة للرواق بعوازل لحمايتها من التأثر بما يتم من أعمال إنشائية في التوسعة. وخُزن الرواق في منطقة تقع على بعد نحو ميلين عن «الحرم» غرب جبل الرحمة في مشعر عرفات، قرب «المشعر الحرام» في مزدلفة، إذ وجدت له مساحة هائلة من الأرض المسورة في موقع محصن بشكل كامل، إذ بدأ أكبر معمل لترميم القطع التاريخية في السعودية في تلك المنطقة بورش عمل شارك فيها مئات من الخبراء والمتخصصين في أعمال الترميم اليدوي، مزودين بأحدث التقنيات والأدوات والمواد اللازمة لإنجاز أعمالهم بأفضل نتيجة ممكنة. وبدأت عمليات الإزالة من الحرم في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، وأعلنت رئاسة الحرمين حينها أنه ستتم إزالة «الرواق» وإعادة تركيبه بعد إنهاء عمليات التوسعة، وسط أحاديث ترددت حينها عن الخشية من إحالة الأثر العثماني إلى التقاعد، بعد أن شكل جزءاً من ذاكرة المكان عقوداً، وألفه الزوار واعتاد عليه مرتادو الحرم.