يريفان، أنقرة - رويترز، أ ف ب - انتقدت أرمينيا تهديد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بطرد مئة الف عامل أرميني غير شرعي في تركيا، معتبرة ان تصريحاته تذكّر بالمجزرة التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الأرمن عام 1915. وقال رئيس الوزراء الأرميني تيغران سركيسيان امام البرلمان: «هذا النوع من التصريحات السياسية لا يصب في تحسين العلاقات بين دولتينا». وأضاف: «عندما يسمح رئيس الوزراء التركي لنفسه بالإدلاء بتصريحات مماثلة، يذكرنا فوراً بأحداث 1915». ووقّعت تركيا وأرمينيا في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، بروتوكولين تاريخيين ينصان على إقامة علاقات ديبلوماسية وإعادة فتح حدودهما المشتركة، لكنهما ما زالا في انتظار مصادقة البرلمانين. وبرزت منذ توقيع البروتوكولين، خلافات أبرزها مسألة المجازر. ويمكن أن تزيد تصريحات اردوغان، التوتر في تطبيع العلاقات. لكن سركسيان أكد ضرورة تسوية قضية المهاجرين غير الشرعيين، من خلال الديبلوماسية، مشدداً على تطبيع العلاقات كي يحدث ذلك. وقال أريس نالجي وهو محرر في مجلة «أغوس» الأرمينية التركية، إنها ليست المرة الأولى التي يدلي فيها اردوغان بتصريحات مماثلة، مضيفاً: «لا نتعامل معها بوصفها تهديداً جدياً». وجاءت تصريحات اردوغان بعد تصويت لجنة في مجلس النواب الأميركي، والبرلمان السويدي، على وصف المجازر بحق الأرمن، بأنها «ابادة»، وهذه عبارة ترفضها تركيا. وقال أردوغان ان القرارين «يهددان جهود السلام مع أرمينيا، وسيؤديان مع الأسف الى عواقب سلبية». وتطرّق في حديث إلى تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، الى وجود مئة الف ارميني يعملون في شكل غير قانوني في تركيا، قائلاً: «هناك 170 الف أرميني يعيشون في بلادنا، بينهم 70 ألفاً فقط مواطنون أتراك، لكننا نتسامح مع المئة ألف الباقين. وإذا اقتضت الضرورة، قد أقول للمئة ألف إذهبوا الى بلدكم لأنهم ليسوا من مواطنّي. لست مرغماً على ان أبقيهم في بلادي». وأشار الى إن المهاجرين الأرمن سُمح لهم بالعمل في تركيا، «إظهاراً لنهجنا السلمي، لكن يجب أن نحصل على شيء في المقابل». وحمّل اردوغان أرمن الشتات مسؤولية صدور القرارين في الولاياتالمتحدة والسويد، وطالب يريفان وحكومات اجنبية اخرى بألا ترضخ لجماعات الضغط. وقلل سوات كينيكلي أوغلو وهو الناطق باسم الشؤون الخارجية في «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، من تصريحات اردوغان، لافتاً الى إن رئيس الوزراء شعر بالحاجة إلى «تذكير الجمهور» بالأرمن الذين يعيشون في تركيا في شكل غير شرعي. وقال أن اردوغان «لم يكن يتحدث عن شيء سيحدث اليوم أو غداً». ويعمل آلاف الأرمن المهاجرين في شكل غير شرعي، وغالبيتهم من النساء من الريف الفقير، بوصفهم عمال نظافة وفي أعمال أخرى لا تتطلب مهارة في اسطنبول حيث جاء كثيرون من أرمينيا بعد زلزال ضرب بلادهم عام 1988. وعدد المهاجرين الأرمن في تركيا غير معروف بدقة، لكن جماعات أرمينية تركية تقول إن الساسة الأتراك يضخمون رقم العمال المهاجرين في شكل غير شرعي ويهددون بطردهم، عندما يتصاعد التوتر بين أنقرة ويريفان.