طهران، واشنطن، شانون (إرلندا) - أ ب، رويترز، أ ف ب - توعد الرئيس الأميركي باراك اوباما أمس، بفرض عقوبات «صارمة» على طهران بسبب برنامجها النووي، فيما اكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان «التهديدات الخاصة بالملف النووي انتهت الى غير رجعة». تزامن ذلك مع إعلان محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني، ان طهران «ستبني في السنة الإيرانيةالجديدة (التي تبدأ في 21 من الشهر الجاري) مفاعلات نووية جديدة، وستواصل طريقها في هذا المجال من دون تدخل القوى الاستكبارية». وفي واشنطن، قال اوباما ان «من أولوياتنا الأساسية ان نتأكد من ان ايران لا تملك سلاحاً ذرياً»، مضيفاً: «لذلك عملت بجهد كبير لتعبئة المجتمع الدولي لعزل ايران». وزاد في حديث إلى قناة «فوكس نيوز»: «كما لاحظنا تهتم الحكومة الإيرانية بمنع شعبها من التمتع بحقوقه الإنسانية والديموقراطية، أكثر مما تحاول تسوية هذه المشكلة ديبلوماسياً. ذلك هو السبب في أننا سنسعى إلى (فرض) عقوبات صارمة. لم نستبعد أي خيار من على الطاولة. سنواصل مساعينا الحثيثة». وحذر من حصول «سباق تسلح في كل دول الشرق الأوسط، إذا امتلكت إيران سلاحاً ذرياً، وذلك سيلحق ضرراً هائلاً بمصالحنا وأمننا القومي». في الوقت ذاته، قال وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، في اشارة الى إيران: «نشعر بضرورة القيام بعمل عاجل، حان الوقت لنظهر أن هناك عواقب». وأضاف خلال مرافقته الوزيرة هيلاري كلينتون الى موسكو، ان واشنطن تسعى الى فرض عقوبات «تخفف من الأثر على الشعب الإيراني، وتزيد الى حد أقصى فرص القيادة الإيرانية لاتخاذ القرارات الصحيحة». في غضون ذلك، شدد السفير الأميركي في بكين جون هانتسمان على ان الخلافات بين الصين والولايات المتحدة «حول تايوان والتيبت لا يمكنها ويجب ألا تمنعنا من العمل معاً... لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية». وقال في خطاب أمام طلاب في جامعة تسيغوا في بكين: «نأمل من الصين بأن تدعم فرض عقوبات قوية، اذا واصلت إيران المواربة في الحوار». وحذر من «تأثير التوترات في الشرق الأوسط في سعر النفط دولياً، ويمكن لذلك ان يؤثر سلباً في استراتيجيات التطور الصينية»، في اشارة الى اعتماد بكين على الشرق الأوسط في إمداداتها النفطية. وعلّق الناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ على تصريحات هانتسمان، مكرراً ان «الحل السلمي عبر السبل الديبلوماسية (للملف النووي الإيراني)، هو الطريقة المثلى ويتماشى مع مصالح كل الأطراف». الى ذلك، اكد نجاد ان «التهديدات الخاصة بالملف النووي انتهت الى غير رجعة، وما من قوة على الأرض يمكنها ان تقف امام الشعب الإيراني»، لافتاً إلى «الاعتراف رسمياً بالقوة الإيرانية، لكن ذلك لم يتم علناً، بسبب بعض التداعيات السياسية». وقال في خطاب خلال مراسم افتتاح الجانب الغربي لمرقد السيدة فاطمة المعصومة في مدينة قم: «ثمة في العالم الآن جبهتان متقابلتان في شكل شفاف تماماً، إحداهما جبهة الشياطين والأخرى جبهة الموحدين والأحرار». واعتبر أن «المواجهة النهائية بين هاتين الجبهتين باتت قريبة»، مشدداً على ان «إمبراطورية الاستكبار ستنهار في المستقبل القريب جداً، وأقرب بكثير مما نتصوّر».