تغيرت حياة الشابة الأفغانية نجينا، البالغة من العمر 18 سنة، تغيراً جذرياً منذ أن بدأت بدراسة الموسيقى قبل خمس سنوات، وهي تنوي أن تصبح أفضل عازفة بيانو وقائدة أوركسترا في أفغانستان، وتسعى الى بلوغ غايتها عبر الدراسة في المعهد الوطني للموسيقى في كابول، وهو مدرسة الموسيقى الوحيدة في البلاد، ويقع في أحد شوارع المدينة المزدحمة. وتقول نجينا التي تدرس في الصف الحادي عشر: "ليست لدينا عازفة بيانو واحدة أو قائدة أوركسترا في أفغانستان، لذا، فإن جهودي تنصبّ على أن أصبح أفضل عازفة بيانو وقائدة أوركسترا". وترعرعت نجينا في أسرة فقيرة، وكانت تدرس قبل المعهد الموسيقي في مدرسة سبين كالاي الحكومية. وتقول أنه لم يراودها حلم من قبل أو أي أمل بأن تلقى التقدير لموهبتها أو أن تصبح معروفة، سواء في أفغانستان أو في بلدان أخرى في المنطقة والعالم. وعزفت نجينا مع طلاب المعهد على مسارح دولية، وعرضوا تراث البلاد الثري من الموسيقى. وتقول عن هذا الأمر:"لم أتخيل أنني سأخدم بلادي على الإطلاق بعدما التحقت بمعهد الموسيقى". وتشكل الفتيات غالبية طلاب المعهد الموسيقي البالغ عددهم 300، ما يعكس إصرار المعهد على إعلاء حقوق المرأة وضمان المساواة بين الجنسين في قطاع الموسيقى. ويتحدّر نصف الطلاب من خلفيات فقيرة، ويدرسون منهجاً كاملاً يركز على الموسيقى الكلاسيكية الأفغانية والغربية، فضلاً عن المواد الأساسية مثل العلوم واللغة الإنكليزية والرياضيات. وتضمّ المكتبة كتباً تتراوح بين اللغة الإنكيزية والتدريب النظري والاستماع وتاريخ الموسيقى والكيمياء. ويواصل "البنك الدولي" مع جهات مساهمة أخرى، دعم نظام التدريب والتعليم المهني في أفغانستان من خلال مشروع لتنمية المهارات، ويقدّم الحوافز الى المدارس والمعاهد، ويطرح برامج للتدريب والتعليم المهني والفني من خلال نظام تمويل طموح. وموّل "البنك" الدولي المعهد، وقام بشراء آلات موسيقية إضافية، إذ بدأ المعهد بآلة غيتار مكسورة وعدد قليل من آلات الكمان وساكسوفون مكسور. أما اليوم، فأصبحت هناك المئات من الآلات الموسيقية الأفغانية والغربية، مودعة في المعهد. وأضاف تبرع كبير خمسة أطنان من الآلات إلى مخزون المعهد في يوم واحد. وفي مبنى آخر، هناك 22 آلة بيانو في غرف التدريب المبطنة بالخشب، فيما يُشحن 11 بيانو آخر من دبي. وتؤدي الأبواب المطلّة على الممر الرئيس الى استوديو لآلات السيتار، وآخر للطبلة، ثم غرف لآلات الإيقاع. وتغطي صورة لفهد وردي نافذة استوديو الساكسافون. وفي إحدى الغرف، يتدرب الطلاب على الساكسوفون والمارمبا. والمعهد هو المكان الوحيد الذي يتم فيه تدريس هذه الآلات في أفغانستان. وبدأ المعهد حديثاً باستقبال بعض الباحثين من الولاياتالمتحدة المهتمين بدراسة الموسيقى الأفغانية، بعدما كانت الموسيقى محرّمة في عهد طالبان. ويُعد المعهد المرفق الوحيد في البلاد الذي يوفر إصلاح الآلات الموسيقية الأفغانية والغربية وصيانتها. ويقوم فنيون مختصون بإصلاح الآلات، بتدريب الطلاب في إطار مشروع تنمية المهارات في أفغانستان، وذلك بهدف منح الفرصة للطلاب لتأمين حياة أفضل لهم من خلال احتراف مهنة موسيقية، فضلاً عن إصلاح الآلات.