نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن واشنطن «تدرس طرح خطة سلام أميركية» في الأشهر المقبلة، وأن الخلاف المستمر مع الحكومة الإسرائيلية في مسألة الاستيطان اثبت «للبيت الأبيض أن الوضع الراهن غير قابل للعمل، ولن يوصل الى أي مكان». وأشارت الصحيفة أمس أن التراشق الكلامي بين الولاياتالمتحدة والحكومة الإسرائيلية «أعاد اطلاق الجدل في البيت الأبيض في شأن فكرة وتوقيت تقديم الرئيس باراك أوباما خطة أميركية تكون أساساً للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأفادت أنه فيما تحاشى أوباما حتى الآن وضع خطة «تتضمن خرائط حدودية» على الطاولة، تزايد الحديث عن هذه الفكرة في الأيام الأخيرة، وأن «مسؤولين رفيعي المستوى أكدوا ضرورة تغيير النهج الأميركي الحالي»، واعتبروا أن تبني اسرائيل خطة بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية و «تحجيم جولة نائب الرئيس جوزيف بايدن، وضعا مجدداً علامة استفهام عن مدى التزام حكومة نتانياهو الانخراط جدياً في محادثات السلام». وصرح مسؤول أميركي للصحيفة بأن حملة التراشق الكلامي بين واشنطن وتل أبيب أظهرت «للبيت الأبيض أن الوضع الراهن غير قابل للعمل، ولن يوصل الى أي مكان». وأفادت الصحيفة أن أي خطة أميركية «لن تأتي قبل انتهاء المبعوث جورج ميتشيل من المحادثات غير المباشرة في الأشهر المقبلة». وتعكس الأجواء في العاصمة الأميركية استمرار المناخ السلبي في عملية السلام بانتظار الرد الإسرائيلي على المطالب الأميركية. ونقلت محطة «أن.بي.سي» أن نتانياهو لم يتصل بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لإعطاء «جواب رسمي» في شأن المطالب الأميركية المتعلقة بإلغاء الخطة الاستيطانية الأخيرة، واعطاء ضمانات بتجميد التوسيع الاستيطاني في القدسالشرقية، وأخرى في شأن جدية المفاوضات وتضمينها قضايا الحدود والحل النهائي. ودخل اوباما على خط الخلاف بين ادارته وحكومة بنيامين نتانياهو في شأن الاستيطان، مشيراً الى ان خطط بناء المزيد من المساكن الاستيطانية قرب القدسالشرقية «لا تساعد عملية السلام» في الشرق الأوسط، ونفى في الوقت ذاته وجود «أزمة» بين الجانبين، مكرراً ضرورة عدم القيام بأي خطوة تعرقل المفاوضات. وقال اوباما في مقابلة اذاعتها قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية ان «اسرائيل هي أحد أوثق حلفائنا، ونحن والشعب الإسرائيلي يجمعنا رباط خاص لن ينفصم ... لكن الأصدقاء يختلفون احياناً». وأوضح في أول تصريح له بعد نشوب الخلاف انه أوفد بايدن الى المنطقة في وقت تحاول الولاياتالمتحدة استئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مضيفاً: «أوفدت بايدن خصيصاً إلى اسرائيل لإرسال رسالة دعم وتطمين في شأن اعتقادي بأن أمن اسرائيل شيء مقدس للغاية، وأننا يجمعنا نطاق واسع من المصالح المشتركة». وتابع: «هناك اختلاف في شأن كيف يمكننا السير قدماً في عملية السلام». وأعطت وزارة الداخلية الإسرائيلية موافقة على بناء 1600 مسكن جديد بعد ساعات من قول بايدن ان اوباما ملتزم أمن اسرائيل، في مواجهة ما يعتبره البلدان تهديدات من ايران. وقال أوباما: «الإجراءات التي اتخذها وزير الداخلية في اسرائيل لم تكن مفيدة لتلك العملية. رئيس الوزراء (بنيامين) نتانياهو اعترف بهذا واعتذر عنه». وأضاف: «ما نحتاجه الآن هو أن يدرك كل من الجانبين أن من مصلحته السير قدماً في عملية السلام هذه». الا أن أوباما نفى وجود «ازمة» بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل على رغم حدة التصريحات المتبادلة بين الحليفين. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل لن يلتقي القادة الإسرائيليين والفلسطينيين قبل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية اليوم في موسكو خلافاً لما كان مقرراً. وتنتظر وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رداً رسمياً من نتانياهو على احتجاجات الإدارة في شأن الاستيطان، اذ تأمل واشنطن بعودة اسرائيل عن خطتها الاستيطانية واتخاذ خطوات تحفز الثقة مع الفلسطينيين وتعطي ضمانات عن جدية المفاوضات. وفي حين توجهت كلينتون الى موسكو للمشاركة في اجتماعات الرباعية، يتوقع أن يصل نتانياهو الأسبوع المقبل الى واشنطن للمشاركة في مؤتمر لجنة «أيباك»، وهي الذراع الأقوى للوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة. الى ذلك، قال مسؤول فلسطيني كبير لوكالة «رويترز» ان ميتشل سيعود الى المنطقة الأحد بعد أن أرجأ زيارته الأسبوع الحالي. وأوضح المسؤول: «أبلغنا الأميركيون أنه (ميتشل) سيأتي الأحد»، مضيفاً أن ميتشل سيلتقي مع الرئيس محمود عباس أثناء الزيارة. وأفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بأنه تحدث في مكالمة هاتفية اول من امس مع ميتشل و«بحثا السبل والاحتمالات المختلفة لحل الأزمة وبدء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين ... بالإضافة الى ذلك بحث الإثنان احتمال وصول ميتشل الأحد المقبل». وقالت السفارة الأميركية انها على علم بهذه المكالمة الهاتفية، لكن ليس لديها معلومات عن خطط ميتشل المتعلقة بالسفر.