وعدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الفلسطينيين في قطاع غزة بنقل معاناتهم إلى اللجنة الرباعية الدولية التي ستجتمع في موسكو اليوم، وطالبت برفع الحصار المحكم الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، وشددته بعد سيطرة حركة «حماس» عليه في 14 حزيران (يونيو) 2007. وقالت آشتون خلال مؤتمر صحافي عقدته في مركز تابع للأمم المتحدة لتوزيع المساعدات الغذائية على اللاجئين في مخيم جباليا المكتظ بنحو 200 ألف لاجئ معظمهم فقراء، إن «هذه الزيارة مهمة جداً بالنسبة إليّ للاطلاع على الأوضاع الإنسانية في غزة، والتحدث مع الناس من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية وتحسين أوضاع الأمن». وأعربت عن أملها بأن تحقق زيارتها لغزة التي استمرت بضع ساعات أهدافها، و«تتمكن من تحسين الأوضاع الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع، وتزويد الناس بما يحتاجونه». وتعهدت «طرح ما لمسته من معاناة شديدة خلال اجتماع اللجنة الرباعية في موسكو». وأضافت أنها جاءت لعقد لقاءات مع مسؤولي الأممالمتحدة في غزة، مثمنة جهودهم وبرامجهم الموجهة لمساعدة ودعم أهالي القطاع في ظل الحال الراهنة. واعتبرت أن «هناك عملاً كثيراً يجب أن ينفذ من أجل إنهاء هذه الحال»، مشددة على أن «الاتحاد الأوروبي ملتزم العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي في المنطقة». وزارت مدرسة تابعة ل «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ومرافق أخرى والتقت عدداً من الشخصيات الفلسطينية. وجاءت زيارة آشتون في إطار جولة شملت سورية والأردن ولبنان ومصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل وستقودها إلى موسكو اليوم. ووصف المفوض العام ل «أونروا» فيليبو غراندي زيارة آشتون إلى غزة بأنها «مهمة للغاية، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي أكبر متبرع للوكالة». وقال إنها «جاءت للاطلاع على آليات إنفاق مساهمات الاتحاد في برامج دعم ومساعدة أهالي القطاع»، مشيراً إلى «أهمية أن ترى بنفسها النتائج الشديدة للحصار الخانق». وأضاف أن «أونروا» حمّلت آشتون رسالة إلى العالم عما شاهدته، وأنها «ستكون رسولاً لنقل معاناة الغزيين إلى الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي كله». وبالتزامن مع زيارة آشتون، قُتل عامل زراعة تايلاندي يعمل في إسرائيل نتيجة إصابته بشظايا صاروخ محلي الصنع أطلقه مسلحون فلسطينيون من شمال قطاع غزة صباح أمس. ويعتبر هذا العامل أول قتيل نتيجة الصواريخ الفلسطينية منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية الاخيرة على غزة في 18 كانون الثاني (يناير) 2009. وفي وقت هددت إسرائيل برد قاس على إطلاق الصاروخ، تبنت أكثر من جهة فلسطينية إطلاقه، فيما باركت فصائل أخرى «الأيدي» التي أطلقته. وسقط الصاروخ في مستوطنة «نتيف عسراه» إلى شمال القطاع داخل الخط الأخضر. وقالت مصادر إسرائيلية إن العامل القتيل (30 سنة) أصيب بجروح خطيرة بعد سقوط الصاروخ أثناء عمله في إحدى الدفيئات الزراعية في المستوطنة، وإنه فارق الحياة بعد وصوله إلى مستشفى «برزلاي» في مدينة المجدل عسقلان (أشكلون). وأُعلنت حال الاستنفار في المنطقة، لدى سماع صوت صفارات الإنذار، إذ هرعت إلى المكان قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية ودوريات الإسعاف والإطفاء. ونزل المستوطنون إلى الملاجئ، لكن العمال الأجانب لم يأبهوا للصفارات، ولم يستجيبوا للتحذيرات، وواصلوا العمل في الدفيئات. والصاروخ هو الثالث الذي يسقط على جنوب إسرائيل خلال يومي أمس وأول من أمس، إذ سقط صاروخان ليل الأربعاء - الخميس من دون وقوع إصابات. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن الجيش «لن ينتظر طويلاً على سلسلة الهجمات الصاروخية الفلسطينية التي تنطلق من غزة ضد المستوطنات... سنرد على هذه الهجمات رداً قاسياً». ويتوقع أن تقصف طائرات حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» أنفاقاً للتهريب في مدينة رفح، وورش حدادة في مناطق متفرقة من القطاع رداً على إطلاق الصاروخ الذي تبنت إطلاقه كل من «كتائب شهداء الاقصى - مجموعات الشهيد أيمن جودة» و«كتائب أنصار السنة». وأكد الناطق باسم الأولى «أبو ثائر» في اتصال هاتفي مع «الحياة» مسؤولية مجموعته عن العملية، فيما قالت «أنصار السنة» في بيان إن «هذه المهمة الجهادية تأتي رداً على تهويد المقدسات والتعرض للأقصى والحرم الإبراهيمي، ورداً على العدوان الصهيوني المتواصل ضد أهلنا في أكناف بيت المقدس». الى ذلك، أطلقت قوات الاحتلال النار أمس على مسيرة نظمتها «الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني» الذي تقيمه إسرائيل على الحدود مع غزة بعمق يتراوح بين 300 و500 متر، من دون وقوع إصابات. وكانت المسيرة التي شارك فيها مئات الأشخاص، انطلقت من حي الفراحين شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في اتجاه الحزام الأمني. وأطلقت قوات الاحتلال النار بكثافة على المشاركين في المسيرة السلمية لمنعهم من اختراق الحزام الأمني.