أكدت المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم (اليونسكو) إيرينا بوكوفا، أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان، لدورها في التقريب بين أصحاب الديانات المختلفة. وقالت بوكوفا أمس في لقاء حواري جمع وفدها مع عدد من المثقفين والإعلاميين في مكتبة الملك عبدالعزيز «إن السعودية دولة رائدة ولها ثقل دولي كبير بصفتها رمز العالم الإسلامي، إذ كان لدعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان أثرها البارز في العالم». وأضافت: «ليس ذلك فقط، إذ أتذكر شخصياً كلماته المؤثرة حول ضرورة احترام الإنسان للديانات الأخرى، والتعامل مع الآخر من منطلق إنساني بحت، وهو أمر يدل على ما يتمتع به خادم الحرمين من إنسانية عظيمة، وهي كلمات يحتذى بها». وأكدت بوكوفا التي تزور السعودية للمرة الأولى بعد توليها منصبها، أن اليونسكو تقدر للملك عبدالله بن عبد العزيز اهتمامه الشديد ومتابعته الدائمة لهذا الملف، إضافة إلى التزام السعودية تعهداتها إزاء دعم المنظمة ومساندة رسالتها، مشيرة إلى تطلعها إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين لمقرها. وقالت: «يجرى حالياً الترتيبات مع مندوبية المملكة لدى اليونسكو لاستضافة حفلة توزيع جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للترجمة في أيار (مايو) المقبل». وفي ما يتعلق بمشروع السنة الدولية لحوار الثقافات 2010 الذي تقوده اليونسكو هذا العام والجهود الدولية لإنجاحه، أكدت بوكوفا أن السعودية تعد واحدة من الدول الداعمة الرئيسة، كونها عضواً في المجلس التنفيذي». وأشادت رئيسة اليونسكو بالحراك الوطني في السعودية من خلال تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لنشر الحوار الداخلي، مؤكدة أن المنظمة تقوم بجهود كبيرة من أجل بث رسالتها في العالم، والمتمثلة في صون السلم والأمن بالعمل من طريق التربية والعلم والثقافة، وتوثيق التعاون بين الأمم، لضمان الاحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس كافة من دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين، كما أقرها ميثاق الأممالمتحدة لكل الشعوب»، وذلك منذ تأسيسها عام 1945. واعتبرت أن ارتفاع عدد انسحاب الطلاب من المدارس في الدول النامية يعتبر أحد أبرز التحديات التي تواجه منظمتها، نافية أن تكون المنظمة تسعى إلى فرض فكر معين، إذ قالت: «على رغم العولمة يجب على الشعوب الاعتزاز بتقاليدها». من جهته، اعتبر نائب وزير التربية والتعليم الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عضو المجلس التنفيذي لليونسكو فيصل بن معمر أن زيارة المسؤولة الأممية والوفد المرافق لها تأتي في إطار التواصل الفاعل والدور الرائد للمنظمة للاطلاع على تجربة المملكة من قرب واللقاء بالنخب الثقافية، مؤكداً أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حريصة على مد جسور التعاون وتقويتها مع المنظمة بما يدعم الجهود الدولية لنشر قيم السلام والوئام والتعايش بين البشر وحوار الحضارات والثقافات، لافتاً إلى أن السعودية تعد من أوائل الدول التي وقعت على الميثاق التأسيسي للمنظمة. وفي هذا السياق، نفى السفير الأميركي لدى اليونسكو ديفيد كيلون أن تكون هناك أي ضغوط تمارسها منظمته أو بلاده على السعودية لتغيير مناهجها أو نظام التعليم فيها. وأكد أن لمنظمة اليونسكو انطباعاً جيداً عن التعليم في السعودية. وقال كيلون في حديث مع «الحياة»: «لا أعتقد أن هناك أي ضغوط من أي جهة على السعودية لتغيير نظامها التعليمي، إذ لا أعتقد شخصياً أن النظام الحالي للتعليم في السعودية يحتاج إلى أي تغييرات».