توقعت أوساط مطلعة على حركة التداول في سوق العراق للأوراق المالية، «تطوراً واسعاً في حجم الاستثمار في البورصة العراقية، نتيجة قراءة نشاط العراق لجهة خطط جذب المستثمرين العرب والأجانب، ونتائج المؤتمرات الاستثمارية الخاصة بالعراق التي استضافتها غير عاصمة عربية وأوروبية العام الماضي، نوقشت خلالها ملفات كان أهمها ملف قطاع الأسهم والسندات المدعوم بالرغبة في الاستفادة من فرص الاستثمار الكبيرة فيه. وأعلن رئيس مجلس محافظي سوق العراق للأوراق المالية السابق طالب الطباطباني في تصريح إلى «الحياة»، أن التشريعات الصادرة العام الماضي «عززت إمكان استقدام رؤوس الأموال الى العراق وتوظيفها في قطاعات، أبرزها قطاع الأسهم التي لا تتناسب أسعارها مع قيمتها الحقيقية ومع أصول مشاريعها». ولاحظ «تركيز التداول في العامين الماضيين على قطاع المصارف»، لكن رأى أن القطاع الصناعي «يحمل الأهمية ذاتها، إذ يشكل بوابة مهمة للاستثمار الأجنبي في العراق في حال عُرفت تفاصيل دور القطاع الإنتاجي والأصول الضخمة التي يملكها». وكان المدير العام للمصرف العراقي للتجارة حسين الأزري، بحث مع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي في حضور عدد كبير من ممثلي المصارف العراقية الحكومية والخاصة، في إمكان إنشاء 500 ألف وحدة سكنية في كل المحافظات، بتمويل من القطاع المصرفي، فضلاً عن مناقشة تأسيس شركة تتولى المساهمة في تمويل مثل هذه المشاريع الكبيرة». وأكد في تصريح إلى «الحياة»، قدرة القطاع المصرفي على «الاضطلاع بدور مهم في مجال الاستثمار في قطاع الإسكان بالتمويل والإقراض، والدخول في شراكات ومشاريع تفضي إلى الاستفادة من قدرة المصارف المالية، باعتبارها الذراع المالية في الاقتصاد». واعتبر خبراء اقتصاد شاركوا في الاجتماع في تصريحات إلى «الحياة»، أن من شأن مشاركة المصارف العراقية بفاعلية في مثل هذه المشاريع التنموية الاستراتيجية، «تفعيل دور القطاع في تنمية نشاط البورصة العراقية لجهة انعكاسات نتائج مثل هذه الخطوة على حاضر سعر سهم القطاع المصرفي ومستقبله، إضافة إلى ارتباط مثل هذا النشاط بقطاعات صناعية وإنتاجية أخرى». وسجل مؤشر البورصة العراقية بعد عطلة الانتخابات النيابية الأخيرة، ارتفاعات ملحوظة كان من ابرز ملامحها تميز القطاع الصناعي بحصوله على حجم كبير جداً للتداول، تركّز معظمه على شركة بغداد للمشروبات الغازية التي بلغ حجم تداولها 8.2 بليون دينار. وعزا مستثمرون في البورصة، أسباب الإقبال على أسهم شركة بغداد للمشروبات الغازية (بيبسي كولا)، إلى عودتها القريبة الى التداول، بعدما رفعت رأس مالها وفتحت خطوط إنتاج حديثة، فضلاً عن توقعات بارتفاع أرباحها نتيجة لذلك». فيما وصف أحد المستثمرين جلسات التداول بأنها «مستقرة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية»، مشيراً إلى أن «التوقعات تدلّ على استمرار الاستقرار في معدلات أسعار البورصة العراقية حتى استقرار الوضع السياسي، لتشهد حينئذ ارتفاعاً في الأسعار».