كشفت مصادر ل«الحياة» عن وجود إجماع عربي على تبني الموقف السعودي بإعادة تقويم الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع إسرائيل، خصوصاً مع الجانب الفلسطيني. وأوضح وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية الدكتور تيسير جرادات ل«الحياة» أمس (الإثنين) أن «وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في الرياض تناولوا طبيعة الاتفاقات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية بين فلسطين وإسرائيل، وأكدوا على تأييد قرارات المجلس الفلسطيني الأخيرة والمتعلقة بإعادة تقويم تلك الاتفاقات إذا بقي الحال على ما هو عليه واستمر العدوان الذي تقوم به إسرائيل كرسالة واضحة عن موقف القمة من تلك الاعتداءات». وعن مدى قبول أطراف الاجتماع لطرح هذا المقترح قال جرادات: «حدث عليها نقاش لكنها أقرت وكان رأي وزير الخارجية عادل الجبير حاسماً في هذا الموضوع، خصوصاً بعد تدخله في النقاش وقوله: (ما تقوله السلطة الفلسطينية وما تطلبه نحن سنوافق عليه بالكامل فاعتمد القرار بالإجماع)». وأضاف أن «اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرياض تم بناء على طلب من الإمارات رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية، لبحث أمر محدد فقط هو الاعتداءات الإسرائيلية والتصعيد غير المسبوق الذي أدى حتى هذه اللحظة إلى وقوع أكثر من 80 شهيداً، إضافة إلى الإعدامات الميدانية وما تعيشه الضفة الغربية من اعتداءات، وما يعيشه المسجد الأقصى والأماكن المقدسة من هجمات إسرائيلية». وقال إنه «صدر عن الاجتماع قرارات أهمها التركيز على ضرورة طلب نظام حماية دولية لوقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات إسرائيلية، إضافة إلى تأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه، وإدانة الإجراءات الإسرائيلية، وتم خلال الاجتماع المغلق طرح موضوع التوجه بطلب إلى مجلس الأمن من أجل إصدار قرار للحماية الدولية، وهناك لجنة قانونية كلفت الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي بمتابعة هذا الموضوع». وأكد أنه «تم الاتفاق فيما لو لم يمرر هذا القرار مستقبلاً في مجلس الأمن فإن التوجه سيكون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل استصدار هذا القرار بعنوان (السلام)». وعن طبيعة اللقاءات التي جرت مع وزير الخارجية عادل الجبير ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، قال جرادات: «إنها جميعاً كانت للتشاور حول كل ما سبق، كما أن الجانب السعودي والإماراتي دعوا خلال الاجتماعات إلى ضرورة وجود إجراءات عملية، والتواصل مع الدول والجهات العالمية الفاعلة للضغط على إسرائيل من أجل وقف هذه الانتهاكات، ومن أجل عدم تشجيعها على إغلاق أفق عملية السلام، ونحن طالبنا بإيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، خصوصاً وأنهما اجتمعا في واشنطن أمس للتدخل لوقف ما يحدث في الضفة الغربية وفي القدس تحديداً، لأنه غير مسبوق وعلى مدى أربعين يوماً متواصلاً، وبالتالي لا نريد أن يبقى هذا الوضع كما هو، ولا نرغب في مزيد من الخسائر لشعبنا». وشدد على أنه «على رغم ذلك فإن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه ويدافع عنها وعن مقدساته بغض النظر عن هذه القوة الإسرائيلية الغاشمة التي تحاول قدر الإمكان الحد من طموح هذا الشعب وتدمير آماله وآمال شبابه، وهو ما يبدو في أن 30 في المئة من الشهداء خلال الفترة الماضية هم من الشباب والأطفال». وكانت الجامعة العربية عقدت اجتماعاً طارئاً في الرياض أمس على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية، برئاسة الإمارات، لبحث الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتهويدها للقدس، وتدنيسها للمقدسات، فيما تنطلق اليوم (الثلثاء) أعمال القمة الرابعة للدول العربية والأميركية الجنوبية والتي تختتم غداً (الأربعاء) بمشاركة قادة 34 دولة عربية ولاتينية. إلى ذلك، رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بقادة الدول العربية ودول أميركا الجنوبية والمشاركين في القمة، وأعرب خادم الحرمين الشريفين خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس، عن أمله أن تكلل أعمال القمة بالنجاح وأن تسهم في المزيد من توطيد العلاقات بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.