يناقش محاضرون ومهتمون، «تأثير العمل التطوعي في المجتمع»، من خلال معرض «الفرص التطوعية»، الذي تقيمه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وافتتحه وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين. ويُعد المعرض الأول من نوعه على مستوى المملكة. وتشارك فيه أكثر من 50 جهة ومؤسسة تطوعية في المنطقة الشرقية، ويستمر لمدة أربعة أيام. ويتضمن فعاليات وندوات مصاحبة للمعرض، يقدمها متخصصون في العمل التطوعي حول العالم، إضافة إلى إقامة معرض آخر للفرص التطوعية للنساء. ويهدف المعرض الذي تنظمه وحدة العمل التطوعي التابعة لوكالة تطوير المهارات في كلية الدراسات المساندة والتطبيقية في الجامعة، إلى «توفير الفرص أمام الراغبين في العمل التطوعي، للالتحاق في مؤسسات العمل التطوعي، التي تناسب رغباتهم، من خلال البرامج التطوعية، التي تقدمها الجهات المشاركة في المعرض». ووقعت الجامعة خلال المعرض، اتفاق تعاون مع أمانة الشرقية، لتفعيل الدور الخاص في الجهات الحكومية في خدمة البرامج التطوعية، التي تعدها الجامعة في هذا الجانب. وأوضح الوزير العثيمين، أن «المملكة حريصة على العمل التطوعي والخيري، وجعلته من أولى اهتماماتها، من خلال إنشاء عدد من الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة، وتخصيص موازنات كبيرة لها»، مضيفاً أن «عدد الجمعيات وصل إلى 572 جمعية خيرية، و89 مؤسسة خيرية خاصة، و343 لجنة تنمية أهلية»، مشيراً إلى أهميتها ودورها في «خدمة المجتمع، وتمكنها من أداء دورها وخططها المتعددة في مختلف المجالات». وشدد على أهمية «نقل العمل الخيري من النمطية التقليدية إلى إنجازات حضارية، وأعمال مؤسسية متطورة، تضمن لها الدوام والاستمرارية». وثمن «دور الجامعة ومساهمتها في إقامة المهرجانات التطوعية»، لافتاً إلى أنها تُعتبر «أول جامعة تبنى برنامجًا مؤسسيًا للتطوع بين طلابها، ووضعته ضمن متطلبات التخرج»، مشيراً إلى أن المهرجان يهدف إلى «مناقشة الأعمال التطوعية، والفرص المتاحة، من طريق تعريف المجتمع الجامعي في المؤسسات والجهات التطوعية، وإتاحة الفرصة لطلاب الجامعة ومنسوبيها، للمشاركة في برامجها وأنشطتها، بما يتناسب مع إمكاناتهم ورغباتهم». بدوره، أوضح مدير جامعة الملك فهد الدكتور خالد السلطان، أن المهرجانات والمعارض التطوعية «ستشكل نقطة تحول في العمل التطوعي»، مؤكداً على أن الجامعة «لا يقتصر اهتمامها على التحصيل العلمي للطلاب فقط، وإنما تهتم في تطوير مهاراتهم الشخصية، وزيادة قدراتهم في خدمة المجتمع». فيما أكد مشرف وحدة العمل التطوعي في الجامعة الدكتور سالم الديني، أن هناك «الكثير من المتطلبات الاجتماعية، التي لا يمكن توفيرها إلا من خلال العمل التطوعي»، لافتاً إلى أن أهم إنجاز تم تحقيقه هو «برنامج اليوم التطوعي الثاني»، الذي أقيم الخميس الماضي، والذي حقق هدفه في إثراء ثقافة العمل التطوعي، من خلال الزيارات الميدانية التي قام بها أكثر من 1700 طالب متطوع، إضافة إلى المشاركة الكبيرة من قبل الجهات الخيرية والحكومية، التي أثبتت حاجة المجتمع إلى البرامج التطوعية، ما يسهم في نشر هذه الثقافة في شكل كبير وفعال بين شرائح المجتمع وفئاته كافة». وتتضمن برامج المعرض إقامة محاضرات وندوات، وورش عمل، يقدمها محاضرون محليون ودوليون مختصون في العمل التطوعي. وسيتم التطرق من خلالها إلى دور المؤسسات التعليمية والإعلامية في الارتقاء في العمل التطوعي، واثاره السلوكية والاجتماعية، وأثره على النهضة الحضارية والتقدم المدني، إضافة إلى مناقشة مُقترح بإدراج العمل التطوعي ضمن متطلبات التخرج من مؤسسات التعليم العالي في المملكة.