دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني لقواعد إعلامية أكثر شفافية اليوم (الأحد) في محاولة فيما يبدو لحماية الصحافيين من حملة تشنها قوات «الحرس الثوري الإيراني» التي تعارض بقوة النفوذ الغربي. ويسعى روحاني شخصية لتحسين علاقات إيران مع الغرب ويدعم اتفاقاً تاريخياً أبرم في تموز (يوليو) الماضي للحد من برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. لكن السلطة العليا في البلاد هي للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يسيطر على «الحرس الثوري» ومؤسسة القضاء. وحتى مع إقدام إيران على تنفيذ بنود الاتفاق النووي اعتقل الحرس الثوري عدداً من الصحافيين والفنانين والمواطنين الأميركيين بتهم تتضمن الدعاية والتجسس. وفي تصريحات سلطت الضوء على الخلافات مع المتشددين قال روحاني «القواعد الشفافة هي التي ستمنع أشخاصاً معينين من انتزاع كلمة أو جملة في وسيلة إعلام وتعريض حرية هؤلاء للخطر». وفي إشارة للولايات المتحدة وبريطانيا قال روحاني إن «من المؤسف أنه لا توجد مطبوعة إيرانية استمرت لوقت طويل مثل صحيفتي نيويورك تايمز وتايمز أوف لندن». وذكر في مراسم افتتاح معرض الصحافة في طهران أن «إغلاق الصحف ينبغي أن يكون الحل الأخير مثلما يكون الإعدام هو دائماً العقاب الأخير». ويقول منتقدون للاعتقالات التي حدثت في الآونة الأخيرة إنها «تبدو تعسفية واتهاماتها غامضة». وقال روحاني إنه «بينما تستهدف بعض الصحف بشكل روتيني، فإن صحفاً أخرى تتمتع بعلاقات وثيقة مع أجهزة الأمن». وأضاف «من خلال قراءة عناوينها يمكنك أن تعرف من سيعتقل غداً». وفي حزيران (يونيو) الماضي دعا روحاني القضاء لأن يكون أكثر شفافية في التعامل مع ما يسمى بالجرائم السياسية والأمنية. لكن الحرس الثوري والقضاء لم يظهرا أي نية على طاعة الرئيس وقال محقق يتبع الأممالمتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) إن «الصحافيين والكتاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لا يزالون يتعرضون للاعتقال والاستجواب من وكالات حكومية بينها الحرس الثوري الإيراني». وقالت لجنة حماية الصحافيين الأربعاء الماضي إن «الحرس الثوري اعتقل خمسة صحافيين على الأقل في الأيام الأخيرة واتهمهم بأنهم جزء من شبكة اختراق مرتبطة بدول غربية معادية». وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني اليوم إن «موجة الاعتقالات لها دوافع سياسية، لأن فصيلاً سياسياً يستخدم فكرة الاختراق للقضاء على خصومه».