كان عبدالرحمن محمد، أحد أبرز نجوم المنتخب الأبيض - منتخب الإمارات - في أواخر الثمانينات، وحتى منتصف التسعينات، واعتبر ذلك الجيل، هو أهم أجيال كرة القدم الإماراتية بوصوله إلى نهائيات كأس العالم 1990. اليوم يعتبر عبدالرحمن محمد، أكثر نجوم التحليل الرياضي فكراً ومنطقاً، وأشجعهم رأياً وصراحة، وما يميزه عن غيره أنه يتكئ على خبرة كروية، عززها بكثير من البحث والدراسة والاطلاع، حتى أصبح من أبرز محللي الدوري الإنكليزي. من المعروف عنا نحن العرب، وتحديداً أبناء الخليج أننا أناس عاطفيون، وإذا أردت، فقل مجاملون، وكم منا من طالب باحتراف اللاعب الخليجي في الدوريات الأوروبية، وكم كتبنا، وتحدثنا وصحنا، واستغربنا، ألا يرون، ألا يتابعون، ألا يفهمون؟ هذه الأسئلة كلها كنا نعني بها مدرب المان يونايتد أليكس فيرغسون، فهو المدرب الوحيد الذي وقع اختياره على لاعب آسيوي، هو الكوري بارك جي سونغ، الذي أصبح أهم أوراق فيرغسون في قائمة الفريق الرئيسية. ولذلك كان لدينا شعور بأن هذا المدرب الكبير الذي اختار لاعباً آسيوياً، سيكون هو المدرب الأكثر قرباً من اللاعب الآسيوي، والأكثر معرفة به وبإمكاناته، وأنه الوحيد من بين كل مدربي العالم الذي سينصف اللاعب الخليجي. هكذا تصورنا، وبهذا المنطق تحدثنا، حتى حضر فيرغسون بفريقه مانشستر يونايتد إلى المنطقة، وجاء يوفنتوس الإيطالي، وجاء برشلونة الإسباني، وميلان، وغيرها، وطبعاً امتدحوا اللاعب السعودي، واللاعب الخليجي، وغادروا، وانتهى الفيلم! أما عبدالرحمن محمد، فقد قالها صريحة وواضحة في برنامج «صدى الملاعب»، قال: «ليس هناك لاعب خليجي يستحق الاحتراف في الدوريات الأوروبية»، وأشار إلى الإنكليزي، والإسباني، والإيطالي! وعندما حاول الزميل مصطفى الأغا أن يذكّره ببعض الأسماء البارزة في دوريات دول مجلس التعاون، قطع النجم الإماراتي الطريق على مصطفى، وقال إنه لا يرى لاعباً واحداً يستحق أن يكون احتياطياً في الدوريات الأوروبية الكبيرة! إذاً ما هي المشكلة؟ ومتى سيكون اللاعب السعودي والإماراتي والقطري والكويتي والبحريني وعماني آخر بعد الحارس على الحبسي، متى سيصبح لدينا لاعبون في إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا؟ إن المشكلة هي في اللاعب السعودي، والخليجي بشكل عام، والحل يبدأ من تطبيق الاحتراف كمصدر «عيش، وحياة، ووظيفة»، كما يحدث في الغرب، ومن ذلك تنظيم الوقت، والحضور والانصراف، واحترام تعليمات المدرب، والتدريب في غير أوقات التدريبات! علينا أن نتوقف عن إرسال لاعبينا إلى الدوريات الأوروبية، وتحمل تكاليف بقائهم، واحترافهم أيضاً، فهذا التصرف لا يخدم اللاعب، ولن يصنع منه لاعباً محترفاً، يعتمد على نفسه، بل إن ذلك سيكون سبباً في تقاعسه وضياعه! لقد نسينا أن كرة القدم لعبة تخلو من العواطف والمجاملات، وتصورنا، وصورنا لأنفسنا أن باستطاعتنا أن نفرض «نجومنا المحليين» على أندية أوروبا، ولو ركزنا على ما قاله النجم الإنكليزي الكبير ديفيد بيكهام، الذي أعرب عن تخوفه من عدم تحقيق حلمه بالمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم، ففي ذلك دروس مجانية. أنظروا ماذا قال بيكهام: «ذهابي إلى كأس العالم ليس مضموناً، يجب أن أعمل بشكل شاق، وأتمنى الحصول على موقع بقائمة الفريق، مازالت هناك أشهر قبل انطلاق كأس العالم، أتمنى مواصلة اللعب بشكل جيد، لأكون ضمن حسابات الإيطالي فابيو كابيلو!». [email protected]