طهران، بكين، نيويورك، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» – أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، أن أعضاء مجلس الأمن يجرون مناقشات حول فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، والذي اعتبره وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند «تهديداً حقيقياً» للأمن الدولي. في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي ان زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الى المنطقة الاسبوع الماضي، «باءت بالفشل»، مشدداً على ان «اميركا تؤدي تحت ضغوط صهيونية، دوراً محورياً لإثارة الفرقة بين الدول التي ترغب في العيش بسلام ووئام في ما بينها». وقال إن تصريحات غيتس حول التهديد الذي تشكلّه الصواريخ الإيرانية على دول المنطقة، وتأييد بعض دولها التعاون مع الولاياتالمتحدة لتشديد الحصار على إيران، «يكشف مرة أخرى عن نيات أميركا وأهدافها المشؤومة والمثيرة للفرقة والتوترات في المنطقة». واعتبر ان «الدول الشقيقة والصديقة في منطقة الخليج الفارسي، تعلم جيداً أن القدرات العسكرية لإيران تستهدف صون السلام والهدوء في المنطقة». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن بان كي مون قوله إن «مجلس الأمن كان تبنى 3 قرارات عقابية» بحق ايران، مضيفاً أن «أعضاء المجلس يناقشون مسألة اتخاذ إجراءات عقابية اضافية، وهي مسألة لا يقررها أحد غير أعضاء المجلس». وشدد بان الذي يزور موسكو في 17 من الشهر الجاري، على ضرورة «تسوية هذه المسألة في شكل سلمي عبر الحوار والمحادثات». في السياق ذاته، قال ميليباند ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن «متفقة على اتباع استراتيجية مزدوجة، هي الحوار مع ايران من جهة والضغط عليها من جهة ثانية»، مضيفاً ان «بريطانيا والصين لا تتفقان ففط على الاهداف المتعلقة بضرورة ان تحترم ايران معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن أيضاً احترام اننا نحتاج الى الحفاظ على مزيج من الحوار وممارسة الضغوط». وأشار ميليباند الموجود في بكين، الى انه سيبحث اليوم مع نظيره الصيني يانغ جيشي ورئيس الوزراء وين جياباو «الطريقة التي سندير فيها التهديد الحقيقي الذي يشكله البرنامج النووي الايراني، على الاستقرار والامن الدوليين»، لافتاً الى ان «العالم يحتاج الى ان تقوم الصين بدور مسؤول، لكن الصين أيضاً تحتاج الى العالم». وشدد على ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن «متفقة على الهدف النهائي، وهو منع ايران من ان تصبح دولة مسلحة نووياًً». وفي باريس، اعتبرت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، ان تصريحات الدول الغربية «لا تتوافق» مع أفعالها في ما يتعلق بالعقوبات على طهران. واقترحت عبادي فرض «عقوبات سياسية» تستهدف «الحرس الثوري»، وليس اقتصادية تضر بالشعب الايراني، تشمل ابدال السفراء الايرانيين بقائمين بالاعمال، وان ترفض الدول الغربية منح تأشيرات دخول «لمسؤولي النظام المتورطين في القمع». وقالت لوسائل إعلام فرنسية ان «بعثات ايرانية تحصل على تأشيرات دخول، في سهولة اكثر من طلابنا». في غضون ذلك، اكد اسفنديار رحيم مشائي مستشار ورئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ان طهران «لن تُهزم امام الحظر». وقال في خطاب امام الجالية الإيرانية في مدينة هامبورغ الألمانية، ان «الكيان الصهيوني غير قادر على مهاجمة ايران، وكان منذ البداية عبارة عن فزاعة وكذبة»، معتبراً ان «حرب الأيام الستة (عام 1967) لم تقع لأن الدول التي هُوجمت لم تحارب أصلاً، إذ كانت حكوماتها خائفة ولم تعتمد على شعوبها». وتساءل: «هذا الكيان كان يجب ان يكون أكثر قوة بعد 60 سنة، لكن لماذا لم يتمكن من النيل من حزب الله وتورط في غزة؟». واعتبر مشائي ان «ايران هي الهدف من احتلال أفغانستان والعراق، لكنهم لم يجرأوا على ذلك ولن يفعلوا». وشدد على ان «ايران ليست في وارد محاربة أحد، وحتى انها تؤمن بالاسلوب الديموقراطي والانتخابات لتسوية القضية الفلسطينية». الى ذلك، نفت وزارة الخارجية الباكستانية تقريراً أوردته صحيفة «واشنطن بوست»، عما قالت أنها شهادة مكتوبة بخط يد مهندس القنبلة النووية الباكستانية عبدالقدير خان، تروي تفاصيل سعي طهران الى شراء قنابل ذرية من إسلام آباد في نهاية ثمانينات القرن العشرين. ونقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن ناطق باسم الخارجية الباكستانية قوله ان هذه المزاعم «جزء من قصة خيالية تطفو من حين إلى آخر، لأهداف واضحة»، معتبراً ان «ما نُشر هو تغليفة جديدة للقصة الخيالية ولا شيء أكثر من ذلك».