صعّد دونالد ترامب الذي يأمل في نيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، هجماته على منافسيه. وقال إن «أياً منهم غير جدير بتولي المنصب». وحاول الرجل الثري في قطاع العقارات، في خطابه الأكثر حدة الذي ألقاه في نيوهامشر، أول ولاية يجري فيها الاقتراع الجمهوري، إثبات انه ما زال بدرجة القوة ذاتها على رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تعادله مع جراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون بنسبة تناهز 24 في المئة من الأصوات على التوالي، ويليهما السناتور عن فلوريدا مارك روبيو (14 في المئة) ثم جيب بوش (4 في المئة). ووصف ترامب (69 سنة) منافسه كارسون بأنه «شخص بارد الطباع إلى أقصى حد، وكذلك جيب بوش». وأضاف: «نحتاج إلى طاقة هائلة لننجح في مواجهة الصين والهند، وكارسون لا يستطيع توفير ذلك». واعتبر أن نسبة مؤيدي روبيو «أقل مما نشر في الاستطلاع». وزاد: «إنه سيئ جداً في مجال الهجرة، وحين يكتشف الناس ذلك لن يصوتوا له. كما أن مستوى ماليته الخاصة كارثي». وانتقد ترامب قول بوش «أنا لست خطيباً بارعاً ولا أتحدث ولا أناقش في شكل جيد، ولا أفعل شيئاً في شكل جيد، ولكن يجب أن تصوتوا لي». وسأل: «لماذا يقول هذه الأمور. هل هذا من سيتفاوض مع الصين؟». ونشر ترامب الأربعاء على موقع «تويتر» مجموعة صور مركبة لبوش أزالها بسرعة، وظهر في إحداها إلى جانب والده وأخيه الرئيسين السابقين قرب صليب معقوف شعار النازيين. ولم يفلت من انتقادات ترامب إلا تيد كروز، السناتور عن ولاية تكساس وأحد أعضاء الجناح اليميني في الحزب، إذ أكد ترامب أنه على علاقة جيدة مع كروز الذي ترجح استطلاعات الرأي نيله 13 في المئة من الأصوات. وفي شان المرشحين الديموقراطيين، قال ترامب إن «هيلاري كلينتون محمية»، فيما سخر من السناتور عن فرمونت، بيرني ساندرز، معتبراً انه أعلن هزيمته حين صرح بأن الشعب الأميركي «تعب وسئم» من الجدل حول رسائلها الإلكترونية. وقال: «كان كارثة ولن ينتخبه أحد على كل حال». واحتشد مؤيدو ترامب لتحيته لدى مغادرته مقر الإدارة المحلية في نيوهامشر، حيث نفذ حملة كاملة شملت تجمعات ولقاءات مع مؤيديه وإهداء توقيعه. ورفعت ترينا لاروتوندا (39 سنة)، وهي ربة منزل، لافتة كتب عليها «الغالبية الصامتة تقف وراء ترامب». وقالت: «ترامب قوي جداً ويتحدث في شكل جيد». أما ماري دونيلي (58 سنة) التي تشارك في حملة ترامب فقالت: «سأفعل كل شيء وسأبذل كل ما أستطيع كي يصبح هذا الرجل رئيساً». على صعيد آخر، كشف شريط فيديو نشره موقع «بازفيد» أن المرشح الجمهوري كارسون صرح عام 1998 بأن «أهرامات مصر بناها النبي يوسف لتخزين الحبوب، وليس لتكون مدافن للفراعنة كما يؤكد علماء الآثار». وتابع الطبيب الأسود متحدثاً خلال حفلة لتسليم الشهادات في جامعة أندروز المرتبطة بكنيسة السبتيين، الحركة الدينية القائمة على الإنجيل وتضم مسيحيين إنجيليين محافظين: «حجم الفراعنة لا يبرر بناء أضرحة بهذا الحجم. كما أن احتواء الأهرامات غرفاً محكمة الإغلاق يعزز هذه الفرضية». واستبعد كارسون فكرة بعض الخبراء عن أن كائنات من الفضاء الخارجي صممت الأهرامات. وقال: «لا نحتاج إلى كائنات من الفضاء الخارجي عندما يكون لدينا الله». ويسعى كارسون إلى جذب الجناح الأكثر تشدداً من الناخبين الجمهوريين المحافظين، عبر بناء صورة لنفسه تتجسد بالنزاهة الأخلاقية على أساس قناعة مسيحية. وهو يدلي باستمرار بتصريحات استفزازية ومقارنات غريبة.