يشكل ارتفاع الضغط داخل الجمجمة خطراً على صاحبه، لأنه يمكن أن يسحق المخ، ما يؤثر مباشرة في تدفق الدم إلى داخل الرأس، فتقل التروية الدموية الدماغية التي تحمل معها الغذاء والأوكسيجين إلى أهم عضو في الجسم. ومن المهم جداً رصد ارتفاع الضغط داخل الجمجمة باكراً، من أجل الإسراع في اتخاذ التدابير الكفيلة بالشفاء منه منعاً لحدوث الاختلاطات. ويتراوح الضغط داخل الجمجمة في الأحوال العادية من صفر إلى 15 ميلليمتراً زئبقياً، وهو يزيد أو يقل استجابة لعدد من العوامل، منها ضغط الدم، والسعال، والتنفس. وإذا تجاوز مستوى الضغط حدود 15 ميلليمتراً زئبقياً، فإنه يمكن أن يشكل تهديداً جدياً للحياة، لكن الجسم يحاول التغلب على هذه المشكلة من خلال بعض المناورات الفيزيولوجية، وإذا لم ينجح في مسعاه فعندها يظهر عدد من العوارض، خصوصاً الصداع الذي يتموضع في المنطقة الخلفية للرأس والذي يسوء صباحاً، لكنه يتحسن خلال النهار. وكان الأطباء يعمدون إلى فتح الجمجمة لقياس الضغط داخلها، لكنّ باحثين من معهد ماساشوسيتس الأميركي للتكنولوجيا ابتكروا تقنية جديدة لقياس الضغط داخل الجمجمة بواسطة الأمواج فوق الصوتية من دون الحاجة إلى الجراحة. هناك من يعتقد أن ارتفاع الضغط داخل الجمجمة ينتج حتماً من وجود ورم في الدماغ، وهذا ليس صحيحاً، فهناك مسببات أخرى كثيرة غير ورمية يمكنها أن تسبب المرض، من بينها الإصابات الرضية للرأس، والنزف الدموي داخل الجمجمة، والتهابات الدماغ المايكروبية(التهاب السحايا)، والجلطات الوعائية الدماغية، وانسداد القنوات التي يسلكها السائل الدماغي الشوكي، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وتناول بعض الأدوية مثل الستيروئيدات، وفرط الوزن، والتشوهات الخلقية.