تحتفظ ذاكرة الإعلاميين في السعودية، بمحاولات عدة نفذها صحافيون، بهدف إطلاق جمعيات وهيئات خاصة، وظيفتها الأساسية تعزيز الحراك الإعلامي في البلاد، من خلال لقاءات التعارف، وأمسيات النقاش الجاد، وعلى رغم أن مصير هذه المحاولات في الغالب يكون الفشل لأسباب مجهولة، إلا أن أمسية إعلاميي الرياض، والتي أطلقت عام 2006 لا تزال الأكثر حظاً من بين جميع المحاولات، إذ استمرت حتى الآن وسط ظروف صعبة كانت فيها «القطة» العنوان الأبرز للتمويل. وطرأت فكرة «أمسية إعلاميي الرياض» خلال حفلة عشاء ضمت 17 إعلامياً يمثلون عدداً من وسائل الإعلام المختلفة، ثم تبلورت بعد ذلك في لقاء خاص، وضع من خلاله المؤسسون للأمسية أهدافها التي حرصوا على أن تكون مكملة لأعمال هيئة الصحافيين السعوديين، المرجع الرسمي للإعلاميين في البلاد. وبحسب عضو مؤسس في «الأمسية» فإن أهدافها تتركز على: تعزيز التعارف بين الإعلاميين، إيجاد المنبر المناسب لطرح القضايا المتعلقة بمهنتهم، لتكون شبيهة بما يقدم المثقفون من خلال الصوالين الأدبية، إضافة إلى تنظيم لقاءات تجمعهم بمختلف المسؤولين بعيداً من ضغوطات العمل اليومي. وبناء على هذا الأساس، نجحت الأمسية خلال الأربع سنوات الماضية في استضافة عدد من الشخصيات الإعلامية وعدد من المسؤولين منهم: رئيس المجموعة السعودية للأبحاث والنشر الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس تحرير جريدة «الرياض» تركي السديري، ورئيس تحرير جريدة الاقتصادية عبدالوهاب الفايز، إضافة إلى رئيس تحرير جريدة الوطن جمال خاشقجي، ووزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان، ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل. نجاحات «أمسية إعلاميي الرياض»، التي تعقد بصفة شهرية، لم تمنعها من «التعثر» في كثير من الأوقات، بسبب غياب الدعم المادي، خصوصاً أن المؤسسين لها رفضوا وبشكل قاطع دعم «شركات العلاقات العامة» المشروط، واعتمدوا مبدأ «القطة الشهير» كممول رئيس للفعاليات المقررة، مما أسهم في تأجيل بعض الأفكار التي تحتاج إلى مبالغ باهظة للتنفيذ. هذه المعضلة لم تثن القائمين عليها، عن المطالبة بفتح المجال أمام الإعلاميين في كل المناطق لإيجاد جمعيات وجهات خاصة بهم، تكون مكملة للدور الذي تلعبه هيئة الصحافيين السعوديين، لأن إيجاد مثل هذا النوع من الجهات «بحسب تعبيره» يعد خطوة إيجابية في سبيل دعم وتطور القطاع الإعلامي في البلاد.