بعد مقتل 224 قتيلاً من ركابها، اصبحت الرحلة المسماة "كوغاليم آفيا 9268" وعمر طائرتها 18 عاماً، الأكثر دموية بين حوادث تحطم الطائرات التي وقعت في مصر، متجاوزةً حادث تحطم الرحلة 604 التابعة لخطوط "فلاش" الجوية في العام 2004، وهي ايضاً الأكثر دموية بالنسبة لعائلة طائرات "إرباص إيه 320". وتشغّل الطائرة الروسية المنكوبة شركة طيران "كوغاليم آفيا"، المعروفة اختصاراً باسم "كولافيا" وتجارياً باسم "متروجيت"، وهي مستأجرة من قبل شركة ارلندية تستخدمها لنقل السياح من أوروبا إلى منتجع شرم الشيخ المصري. وقالت هيئة الطيران الروسية إن الطائرة أقلعت من شرم الشيخ عند الساعة 6:21 بتوقيت موسكو وفقد الاتصال بها بعد 23 دقيقة من إقلاعها. وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن شركة "متروجيت" الروسية التي تحطمت طائرتها من طراز "إرباص" في سيناء السبت الماضي، لم تدفع رواتب موظفيها منذ أكثر من شهرين. ووفقاً لصحيفة "تليغراف" البريطانية، صرحت أرملة مساعد الطيار في الطائرة المنكوبة، إنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر. وقال الرئيس التنفيذي ل"متروجيت" الروسية، إن الشركة لديها متأخرات في الأجور تصل الى بليون دولار. وأكد مسؤول آخر أن سبب سقوط الطائرة ليس عطلا ميكانيكياً أو خطأً بشرياً. وأضاف أن من الممكن أن يكون السبب تأثيراً خارجياً، مستبعداً المشاكل التقنية والأخطاء البشرية. وقالت الناطقة باسم الشركة اوكسانا غولوفينا خلال مؤتمر صحافي، أنهم "واثقون من أن الطائرة كانت في حالة جيدة للطيران، وان مستوى الطيارين يستوفي المعايير الدولية ان لم يكن يفوقها". واكدت ان "الشركة لا تواجه مشكلات مالية يمكن ان تؤثر على السلامة". جدير بالذكر أن حادث تحطم الطائرة الروسية ليس الأول من نوعه لطائرات تعود لشركات روسية، إذ نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريراً حول حوادث الطيران التي عانت منها روسيا على مر التاريخ. ففي السنوات العشرين الماضية، واجهت رحلات الطيران الجوية الروسية 20 حادثاً، أودت جميعها بحياة 1330 شخصاً. ففي العام 1994 ضربت طائرة الجدار الخرساني للمدرج في مدينة إيركوتسك، وكانت تابعة لشركة طيران سيبيريا، وعلى متنها 203 ركاب، قتل منهم 125. وفي العام 1996 تحطمت طائرة ركاب من طراز "توبوليف" في منطقة جبيلة، ما اسفر عن مقتل جميع ركابها ال 141. وفي العام 2001 تحطمت طائرة في البحر الأسود كانت متجهة من تل أبيب إلى نوفوسييرسك، وكان ذلك بسبب صاروخ أرض جو غير مقصود انطلق من أوكرانيا، واودت هذه الحادثة بحياة 76 شخصاً كانوا على متنها. وفي العام 2002 توفي أكثر من 69 شخصاً، معظمهم أطفال في المدارس الروسية، بعد حادث اصطدام طائرة روسية بطائرة شحن في الجو على الحدود الألمانية الروسية. وبعد عامين، أي في 2004، انفجرت طائرتان انطلقتا من مطار دوموديدفو في موسكو في الجو، وفصلت بين الانفجارين دقائق قليلة، وهو ما أثار شكوكاً بتورط الإرهاب في الانفجار، وأودى الانفجاران بحياة 87 شخصاً. في 2006 تحطمت طائرة في طريقها من أنابا الروسية إلى سانت بطرسبورغ، بالقرب من قرية سوخا بالكا، ما اسفر عن مقتل 160 شخصاً. يذكر أن مسؤولاً في الحكومة المصرية أكد ل "الحياة"، إن تحديد الأسباب النهائية لسقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء سيستغرق "أسابيع". ودعا إلى "عدم استباق نتائج التحقيقات بالترجيحات، فظروف وملابسات الحادث ستتضح في شكل كبير أمام الفريق الفني".