أقرت «جبهة التوافق العراقية» بخسارة آلاف الأصوات من جمهورها لمصلحة قائمة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي «تحالف القائمة العراقية» في معظم المحافظات، خصوصاً في ديالى التي كانت تمثل المعقل الأخير للجبهة. ومثلت «التوافق» بزعامة «الحزب الاسلامي» خلال السنوات الماضية السنّة في العملية السياسية وحصلت على 44 مقعداً من اصل 275 معقداً مجموع مقاعد البرلمان السابق، وتوقع القيادي في الجبهة سليم الجبوري حصولها على 15 مقعداً فقط من اصل 325 معقداً في البرلمان المقبل. وقال الجبوري ل «الحياة» «نتوقع حصول قائمتنا على 15 مقعداً في البرلمان المرتقب وهذا مبني على النتائج الاولية للانتخابات. لكننا سنلعب الدور المساعد في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسين والقوائم الكبيرة»، مشيراً الى «سعي الجبهة الى المشاركة الحقيقة في مفاوضات تشكيل الحكومة». لكنه لم يستبعد ان ينضم نواب القائمة الى صفوف المعارضة. وأضاف: «باشرنا مفاوضات مع كل الكتل الفائزة لاننا نحتفظ بعلاقات جيدة مع القوائم الكردية والشيعية ونسعى الى مد جسور الثقة بين هذه القوائم للإسراع في تشكيل الحكومة» وتابع «إن طبيعة التحالفات المقبلة تعتمد على النتائج التي ستحصل عليها الكتل، وبعد ظهور النتائج يمكن الحديث عن طبيعة وشكل ونوع التحالف بين الاطراف المشتركة في التحالف»، مضيفاً ان «هناك لقاءات وزيارات لشخصيات سياسية لعقد صفقات ما بعد النتائج». وطالب كل من يشترك بهذه اللقاءات أن «تكون خدمة الشعب أولويته فقد شارك في الانتخابات بنسبة كبيرة وفاعلة». وكانت «التوافق خسرت آخر معاقلها في محافظة ديالى بعدما توقعت الحصول على معظم الأصوات فيها، وبرر المرشح عن «التوافق» في ديالى طلال الجبوري الخسارة بأربعة أسباب: «وجود توجه الكثير الى اختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل للبلاد عبر صناديق الاقتراع وليس لاختيار أعضاء مجلس النواب»، موضحاً أن «هذا الأمر كان موجوداً تحديداً داخل أوساط جمهور «التوافق» التي توجهت لاختيار رئيس الوزراء السابق إياد علاوي». وأضاف إن «السبب الثاني يتمحور حول خروج قادة من القائمة وانضمامهم إلى قوائم أخرى وهذا الأمر كان له دور كبير في استقطاب جزء من جمهورنا». أما السبب الثالث فهو قادة التوافق في الحكومة المحلية بعد فوزها في انتخابات مجلس المحافظة، هذه الحكومة لم تتمكن من تحقيق الكثير من وعودها، خصوصاً في بند الخدمات نظراً إلى مديونية المحافظة العالية وقلة الموازنات المخصصة لها»، مشيراً إلى أن «السبب الرابع يكمن في وجود أحزاب كثيرة دخلت في تحالفات لتشكل ائتلافات كبيرة استطاعت أن تحقق نتائج جيدة». وأفادت مفوضية الانتخابات في محافظة ديالى ان «التوافق» جاءت في المركز الخامس في تسلسل القوائم، وحصلت على 30 ألف صوت، ما يعني أنها ربما تحصل على مقعد واحد في مجلس النواب، في حين تصدرت القائمة «العراقية» الكل في المحافظة تلتها قائمة «الائتلاف الوطني». ويتنافس 261 مرشحاً، بينهم 77 امرأة ينتمون إلى 22 كياناً لنيل 13 مقعداً مخصصاً لمحافظة ديالى، يبلغ عدد ناخبي المحافظة أكثر من 850 ألف ناخب.