نشط مركز الإنذار المبكر التابع للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في إرسال تنبيهات منذ صباح أمس، بلغ عددها حتى وقت إعداد هذا التقرير 22 تنبيهاً، عن التقلبات والتغيرات الجوية في عدد من المناطق السعودية اليوم (الخميس). واكتست تنبيهات «الأرصاد» ب«اللون الأصفر»، الذي يشير إلى وجود تقلبات جوية في عدد من المناطق السعودية خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أن أجواء المملكة تمر بعدد من التغيرات المناخية، بعضها بسبب تأثيرات غير مباشرة لإعصار «تشابالا» الذي ضرب السواحل الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وتحديداً عُمان واليمن خلال الأيام الماضية، إضافة إلى تأثر بعض المناطق السعودية بظاهرة «النينو» التي تشكلت منذ أشهر في المحيط الهادي. وقال المتحدث باسم «الأرصاد وحماية البيئة» حسين القحطاني ل«الحياة»: «تشير التوقعات لطقس الغد (اليوم) إلى هطول أمطار رعدية (متوسطة إلى غزيرة) مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحد من مدى الرؤية الأفقية، قد تصل إلى أقل من اثنين كيلومتر على مناطق الحدود الشمالية والجوف وحائل». وأضاف القحطاني: «تنشط الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية على الرياض والقصيم وحفر الباطن وتبوك، مع فرصة لتكون السحب الرعدية على تلك المناطق». ولفت إلى استمرار فرصة هطول الأمطار الرعدية تصحب بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار على مرتفعات مناطق عسير وجازان والباحة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تكون غزيرة، خصوصاً على مرتفعات عسير وجازان، وتمتد إلى منطقة نجران. ولم يستبعد تكون الضباب خلال الليل والصباح الباكر على شمال وشرق المملكة، والمرتفعات الجنوبية الغربية. إلى ذلك، أشارت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في بيان لها أمس، إلى تدفق الرطوبة على المناطق الواقعة في جنوب السعودية بسبب إعصار «تشابالا» الذي ضرب كلاً من عُمان واليمن، ما أدى إلى تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع، تخللتها سحب رعدية ممطرة مصحوبة بنشاط الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية. وحذرت من أن فصل الخريف الجاري سيشهد تغيرات مناخية عدة في السعودية بسبب الزيادة في ظاهرة «النينو»، التي وصلت إلى أقصى ارتفاع لها مع مطلع شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وتوقعت أن تشهد مناطق السعودية أمطاراً غزيرة خلال نوفمبر، الذي من المرجح أن ترتفع فيه معدلات ظاهرة النينو، ولكن لفترات محدودة، منوهة بتزامن الظاهرة مع ما حدث في العام 2009، التي وصفت وقتها بالمتوسطة وأسهمت في هطول أمطار على جدة ومكة المكرمة يومي 25 و26 نوفمبر أدت لسيول غير مسبوقة نجم عنها وفيات وأضرار فادحة. وبينت «الأرصاد» أن درجات الحرارة تشهد تغيرات أثناء هذه الظاهرة، ومن المتوقع أن تنخفض عن معدلاتها الطبيعة في منتصف فصل الخريف الجاري، وتحديداً في المناطق الشمالية من السعودية. يذكر أن «النينو» ظاهرة طبيعية تحدث في المحيط الهادي بسبب الانحراف الإيجابي في درجة حرارة المياه وزيادة الاحترار عن معدلاته الطبيعية، وتكدس هذه التيارات الدافئة يصاحبها ارتفاع للضغط الجوي على أستراليا والأرخبيل الإندونيسي وانخفاضه على شرق الهادي وغرب المحيط الهندي، ما ينتج عنه موجات جفاف على أستراليا وإندونيسيا وأمطار على أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا والجزيرة العربية.