إنتقلت عدوى جرائم القتل العشوائية من الولاياتالمتحدة الى السويد، وبدأ الغضب من تدفق اللاجئين يؤجج العنف على نحو متزايد، وهو ما يستغله اليمين المتطرف ليشير بأصابع الاتهام إلى المهاجرين واللاجئين. ولم يمر وقت طويل على حادثة قتل أم وابنها في متجر «ايكيا» على يد أرتيري فشل في الحصول على اللجوء في السويد، في آب (أغسطس) الماضي، حتى هاجم مقنع مدرسة في مدينة ترولهاتان غرب السويد، وقتل طالباً ومعلماً. ويستغل حزب « ديموقراطيي السويد» اليميني المتطرف، هذه الأحداث ليشير بأصابع الأتهام إلى المهاجرين، ويشن حملات اعلانية كبيرة مكتوبة باللغة الانكليزية مصحوبة بصور لمشردين ينامون على الطرق، في محطات المترو في المدينة، كُتب عليها «نأسف على الفوضى في البلاد نحن نعمل من أجل التغيير ونسعى من أجل سويد أفضل في العام 2018». وحشد الحزب الألوف من أتباعه وسط ساحات ستوكهولم في تظاهرت واسعة ضد سياسة استقبال اللاجئين. ويتمتع الحزب بشعبية كبيرة، حيث أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن الحزب حصل على تأييد ربع الناخبين بنسبة 25.5 في المئة، ما يجعله الأكثر شعبية من حزب «الديموقراطيين الاشتراكيين» (الحاكم) الذي حصل على 23.4 في المئة من الأصوات . وقال زعيم حزب جنوبالسويد تومي نيلسون لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية أن الاستطلاع أظهر تقدما هائلا للحزب، بسبب الاستياء في شكل عام من الحكومة، لا سيما إزاء سياستها للهجرة والاندماج ومشكلة التسول. والقى مناصرو الحزب «الديموقراطي» اللوم على اللاجئين بعدم شعورهم بالراحة في بلدهم. وقال نيلسون في مجلس كريستيانستاد إن «الشعب السويدي لا يشعر بالراحة في بلده، فإذا زاد عدد المسلمين، فسيزيد معدل مواليدهم وسنرى في النهاية الغالبية لهم». وأضاف: «يمكن أن يكون هذا الأمر كارثة تعوُّق نمونا»، واشتكى مؤيدو الحزب من قلة الوظائف الكافية للشعب السويدي، وبالمقابل هناك المزيد من المهاجرين. ويعاني السويد من انشقاق سياسي واجتماعي بسبب اللجوء. وعلى الرغم من تنامي دور اليمين المتطرف في البلاد، في المقابل هناك من يدافع عن سياسة استقبال اللآجئين، حيث قال وزير العدل والهجرة السويدي مورغان يوهانسون إن «الحكومة لن تستسلم لمطالب اليمين المتطرف، وأنها ستقوم بالدفاع عن سياسات الباب المفتوح في البلاد على حد سواء، لانه ضرورة إنسانية وفائدة للبلد الذي يحتاج إلى العمالة الماهرة» وأضاف يوهانسون: «أعترف أن البلاد وصلت إلى حد صعب التعامل معه، وربما ليس لدينا خيار سوى تشديد سياسات تدفق اللاجئين هذا العام». وقامت مجموعة من المتطوعين بتجهيزعشاء جماعي للترحيب بالوافدين الجدد في الليلة الأولى في السويد. ويذكرأن السويد استقبلت نحو 80 ألف لاجئ العام الماضي، وتحمل العبء الأكبر في الاتحاد الأوروبي بالنسبة لعدد السكان البالغ 9.7 ملايين نسمة.