كشفت جماعة «بوكو حرام» المتشددة، أول من أمس (الاثنين)، عن صور تُظهر مصنعاً لصناعة الصواريخ في شمال شرقي نيجيريا. وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أن النيجيريين تساءلوا عن مصدر تزويد الجماعة بهذه الأسلحة، إذ استخدم مسلحو الجماعة قذائف صاروخية من نوع «أر بي جي» في هجماتهم الماضية. وأوضحت الصور أن بعض أفراد الجماعة لديه المعرفة التقنية لتصنيع الأسلحة، فيما يعتقد أن الصور التُقطت داخل كلية في ولاية بورنو النيجيرية. وأرسلت الصور عبر تطبيق «واتس آب» إلى خدمة «بي بي سي» بلغة الهاوسا، عبر رقم هاتف نقال من الكاميرون، ونُشرت أيضاً في مواقع ذات صلة بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي أعلنت «بوكو حرام» انضمامها إليه. ويعتقد محللون أن آلات التصنيع جُلبت من باما، المدينة الواقعة شمال شرقي نيجيريا، والتي تمكّن مسلحو «بوكو حرام» من استعادة السيطرة عليها أخيراً. وكُتب على هذه الآلات حروف مختصرة تشير الى «الكلية التقنية الحكومية» في باما، إذ يبدو أن المعدات أُهديت الى الكلية من «الصندوق الائتماني للتعليم» في العام 2005. ولا يعرف توقيت التقاط هذه الصور، أو إن كانت هذه المعدات قد نقلت من باما. وتمكن الجيش النيجيري من استعادة السيطرة على معظم البلدات التي كانت بأيدي مسلحي «بوكو حرام»، لكن الجماعة ما زالت تشن هجماتها باستمرار، خصوصاً في ولاية بورنو التي تقع مدينة باما فيها. ونقل مسؤولون في «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» (سي آي إيه)، أن «بوكو حرام» تمتلك في نيجيريا أكثر من أربعة آلاف مقاتل. وقال المسؤولون: «على رغم عددهم، إلا أنهم لا يشكلون تهديداً كبيراً لحقول النفط في البلاد». وتخوض «بوكو حرام» صراعاً منذ سنوات، مع الحكومة النيجيرية بهدف إنشاء «دولة إسلامية» شمال شرقي البلاد. وخطفت الجماعة العام الماضي 300 تلميذة نيجيرية، فيما فشل الجيش وأجهزة الأمن النيجيرية في تحديد موقع احتجازهن. ووفق مسؤولي «سي آي إيه»، فإن الجماعة وزعت الفتيات على مواقع عدة. وتأسست «بوكو حرام» في العام 2002، وركزت في البداية على رفض نمط التعليم الغربي، إذ تعني «بوكو حرام» في لغة الهوسا «التعليم الغربي محرم». وبدأت الحركة عملياتها المسلحة في العام 2009، بحجة تأسيس دولة إسلامية، وقتلت في عملياتها المسلّحة الآلاف، واختطفت المئات. وبايعت الحركة تنظيم «داعش»، وأطلقت على نفسها «ولاية غرب أفريقيا»، وسيطرت على مدن شمال شرقي نيجيريا، لكن قوات من بلدان إقليمية تمكنت من استعادة معظم تلك المناطق هذا العام.