تحاول الكثير من النساء النحيفات إخفاء غيظهن، عبر اللجوء إلى وسائل تمكنهن من كسب بضعة كيلوغرامات إضافية لتساعدهن في إبراز بعض ملامحهن الجسدية أمام أزواجهن. لكن العديد من هذه الوسائل قد تفشل، والأمر عائد إلى طبيعة كل جسم. وفي هذا السياق توضح اختصاصية التغذية سميرة الفواز أن «نسبة كبيرة من النحيفات يسعين إلى تناول فيتامينات لفتح الشهية، وتناول مأكولات غنية بالدهون والنشويات»، وتشرح الفواز أن «لكل جسم طبيعته»، معتبرة أن «بعض الرجال يحاولون هدم الموازين الغذائية، وهذا الأمر ينذر بالخطر»، واستشهدت الفواز بامرأة - وهي أم لطفلين - لجأت إليها «لزيادة وزنها بعدما هددها زوجها بالطلاق بسبب نحافتها الشديدة». في المقابل، ترى المتخصصة في علم النفس فوزية الشهيل، أن «إقبال الفتيات وخصوصاً النحيفات منهن على جراحات تكبير الصدر والأرداف، يتنامى»، وقالت إن «الحديث عن فوارق بين امرأة نحيفة وأخرى ممتلئة أمر يخدش الأنوثة، والمشكلة الحقيقية تكمن في المرأة نفسها التي تسعى إلى استخدام كل الوسائل إرضاءً لزوجها»، معتبرة أن هذا التصرف خطأ فادح، تقع فيه معظم النساء. وحمّلت الشهيل المجتمع مسؤولية ذلك، كونه محكوماً بمعايير وتصورات معينة، تجعل المرأة لا تتقبل جسدها في شكله الراهن فلا تتصالح مع نفسها، ما يجعلها حزينة ويائسة». وترى الشهيل أن «ما ينطبق على النحيفة قد ينطبق على السمينة أيضاً، فهي تعيش في عالم من الحرمان، ولا ننسى أن المرأة والميزان رفيقان لا يمكن فصلهما عن بعضهما بعضاً، فخير الأمور أوسطها». وأضافت أن «كثيراً من النحيفات لا يشعرن بالرضا عن أنفسهن بل يؤدي بهن الأمر في بعض الأحيان إلى رفض الذات، فالنحافة حين تصبح مفرطة، تتسبب بمشكلات صحية كتلك التي تسببها السمنة». وختمت الشهيل قائلة إن «نجاح الزواج لا يتوقف على الملامح الشكلية والجسدية».