شكل الحضور المتزايد في معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام «1431ه/ 2010» ارتياحاً كبيراً من جمهور الزائرين والزائرات، الذين يتوافدون على المعرض للاستزادة من نهل المعرفة من خلال شراء الكتب والمراجع العلمية والأدبية والثقافية وغيرها، وهذا يدل على أن هناك اهتماماً ومطلباً واضحاً، ومفعماً بالمعرفة من الجمهور، وقابله غبطة وسرور من المؤلفين ودور النشر، وكذلك من المنظمين للمعرض، الذي يُشهد لهم ببراعتهم في التنظيم في هذا العام، مع بعض وجود بعض جوانب تقصير صغيرة جداً من بعض اللجان المنظمة التي لا تكاد تذكر، إذ ليس هناك عمل كبير يخلو من الهفوات الصغيرة. لا شك أن الحضور الكثيف للجمهور للمعرض يدل دلالة واضحة على توجه المجتمع السعودي والعربي نحو حراك ثقافي متجدد، ابتداءً من الطفل العربي إلى الشاب إلى الأديب الكبير، وما بينهما من مهتمين، وما يلفت النظر بكل صدقية أن طلبة المدارس يعتبرون الأكثر رغبةً في الاطلاع على ما كل هو جديد ومفيد، كل هذا أوجد تناغماً جماً وأعطى بشاشةً واستمتاعاً منقطع النظير، فالشواهد تمنحنا القناعة بأن المسيرة الثقافية تسير في الاتجاه الصحيح بين شرائح المجتمع كافة من أعلى الهرم لأسفله، خصوصاً أن الرعاية كانت من القيادة الحكيمة. ما يشعرنا بالدهشة بأن القيمة الإضافية التي تدعو للفخر في هذه المرحلة هي التزايد على اقتناء الكتب في ظل تطور الاتصالات و«الإنترنت» لجيل صاعد حامل رسالة فكرية مميزة، جيل كان التأثير عليه تأثيراً إيجابياً، ما أوكل لدور النشر للتطلع لمطالب الجمهور العربي بشكل عام والجمهور السعودي بصفة خاصة، بشرائحه كافة، سواء العلمية أو الأدبية أو الدينية، مع حرصها «دور النشر» على الوجود باستمرار على الأراضي السعودية، وإن لم يكن فبالمتابعة عبر وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة أو حتى عبر المنتديات الثقافية. كل هذه الاحتفاليات المتوالية تحتم علينا متابعة المعارض الأخرى وجدولة مواعيدها بحيث لا تتعارض مع بعضها البعض للاستفادة القصوى بحراك ثقافي مفعم بالإثارة.