يعكف مجلس الغرف السعودية الذي يستضيف وينظم منتدى رجال الأعمال العرب والأميركيين الجنوبيين، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، واتحاد الغرف العربية، منذ وقت طويل للتحضير والإعداد للمنتدى الذي يتوقع أن يحضره حشد كبير من رجال الأعمال من المجموعتين، على غرار المنتدى السابق الذي عقد في ليما عاصمة بيرو، الذي حضره نحو 400 من رجال الأعمال العرب والأميركيين الجنوبيين. ويعقد المنتدى متزامناً مع أعمال القمة العربية مع دول أميركا الجنوبية، التي تستضيفها هذه المرة السعودية. وجرت العادة أن يسبق المنتدى القمة لترفع توصياته ونتائجه إلى القيادات السياسية المشاركة في القمة، لدعمها وإجازتها. وتزامن مع جميع القمم الثلاث السابقة انعقاد لقاء لرجال الأعمال العرب والأميركيين الجنوبيين. واتفق المجلس الاقتصادي في جامعة الدول العربية على أن يكون محور النقل البحري، وإنشاء شركة مشتركة للنقل البحري بين الدول العربية وأميركا الجنوبية، هو محور أعمال المنتدى. وأعدت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، دراسة تطوير دور النقل البحري في دعم منظومة التجارة بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، ستقدم خلال المنتدى الاقتصادي، تمهيداً لرفعها إلى القمة. ويناقش المنتدى أربعة محاور رئيسة، تشمل استراتيجيات التعاون والتكامل بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية في الأنشطة الاقتصادية المختلفة، ودور النقل البحري والخدمات اللوجستية من خلال استعراض الصعوبات والمقترحات الرامية للنهوض بهذا المجال، وواقع السياحة والخدمات المالية لدى الجانبين، وفرص الاستثمار في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية. وسيصدر عن المنتدى توصيات قطاع الأعمال التي ترفع إلى الاجتماع الوزاري، لرفعها إلى قادة الدول في القمة المرتقبة. ولفت تقرير أعده مجلس الغرف السعودية إلى الفرص ومجالات التعاون بين المنطقتين وأهمية المنتدى في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة، مؤكداً أن القمم العربية مع دول أميركا الجنوبية، شكلت مصدر دعم قوي للعلاقات الاقتصادية بين المنطقين، ومنتديات رجال الأعمال العرب والأميركيين الجنوبيين التي سبقت تلك القمم، من خلال تبني التوصيات والقرارات التي تخرج بها، إذ شهدت العلاقات الاقتصادية نقلة كبيرة وارتفعت مستويات التبادل التجاري بين كثير من الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين المملكة والبرازيل من 10 بلايين ريال 2005، إلى نحو 27 بليوناً عام 2014. كما كشفت تقارير الغرفة التجارية العربية - البرازيلية عن نمو لافت في حجم التبادل التجاري وتطور ملحوظ في العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والبرازيل. وبين النتائج الإيجابية للقمم العربية مع دول أميركا الجنوبية، انعقاد اجتماعين على مستوى وزراء الاقتصاد، عقد الأول في كيتو (الإكوادور)، وصدر عنه «إعلان كيتو»، الذي أكد ضرورة تشجيع التجارة والاستثمار بين المنطقتين. أما الثاني فعقد في الرباط وصدر عنه «إعلان الرباط»، الذي أكد ضرورة تعزيز الإطار المؤسساتي لتنمية التعاون وإيجاد آليات للتعاون في القطاعات ذات الأولوية. وحول آفاق وفرص التعاون الاقتصادي، أشار التقرير إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية مرشحة لمزيد من التطور في ظل الاهتمام الكبير من القيادات السياسية في المنطقتين، وعطفاً على الإمكانات ومجالات وفرص التعاون والتكامل الكبيرة المتاحة في قطاعات عدة بين دول المجموعتين، فإن زيادة مستويات التبادل والتعاون التجاري والاستثماري ستؤدي في نظر الاختصاصيين إلى بروز تكتل اقتصادي قادر على المنافسة الدولية. أما أبرز المجالات والفرص المتاحة للتعاون بين الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، فتتمثل في قطاعات «الصناعة، والزراعة، والطاقة، والتعدين، والسياحة، والخدمات المالية، والتدريب، والتعليم». فيما تبرز التوصيات والمطالبات التي تقدم بها رجال الأعمال العرب والأميركيون الجنوبيون، ضرورة دور القطاع الخاص في تعزيز الشراكة وتذليل عقبات الاستثمار والتعريف بالفرص الاستثمارية وتبادل الخبرات والتعاون في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتشجيع إقامة المعارض التجارية، وتسهيل منح التأشيرات لرجال الأعمال وإنشاء خطوط نقل بحري وجوي لتنشيط التجارة البينية.