بات التدخين ممنوعاً في كل الأماكن المغلقة حول العالم تقريباً، وحتى في عدد من الأماكن غير المغلقة. وطبقت بعض الدول أنظمة تمنع المستأجرين من التدخين داخل منازلهم، وحُرم كثير من السياح التدخين داخل الفنادق، ومنعت بعض المطارات التدخين تماماً في كل مرافقها. وعلى رغم كل هذا المنع، إلا أن عدد السجائر المستهلكة يومياً لم يتراجع، ولم تقل نسبة المدخنين حول العالم. ونشرت مجلة «جمعية الطب الأميركية» دراسة أجرتها «جامعة واشنطن» أشارت إلى أنه «بناءً على بيانات جُمعت من 187 دولة، فإن أعداد المدخنين ارتفعت من 721 مليون مدخن في عام 1980، إلى حوالى بليون مدخن في عام 2012، وقفزت أعداد السجائر المدخنة من 5 إلى 6.25 تريليون سيجارة»، مضيفة أن «سبب الزيادة يرجع إلى النمو السكاني، حيث ارتفع عدد سكان العالم خلال الأعوام ال50 الأخيرة إلى أكثر من الضعف ليصل إلى حوالى سبعة بليون نسمة». وبينت الدراسة، والتي تعد من أكثر الدراسات شمولاً حول استهلاك التبغ في العالم، وجود انخفاض في معدلات التدخين في الولاياتالمتحدة وغيرها من البلدان الغنية، في مقابل تفشي الظاهرة في البلدان النامية. وأشارت الإحصاءات إلى أن الصين جاءت على رأس قائمة الدول الأكثر استهلاكاً للتبغ، إذ استهلكت نحو 2.6 تريليون لفافة تبغ في العام الماضي، وحلت بعدها روسيا، وتبعتها الولاياتالمتحدة في المركز الثالث، ثم إندونيسيا، فاليابان. وجاءت تيمور الشرقية في مقدم قائمة البلدان التي ينتشر فيها التدخين، إذ بلغت نسبة المدخنين فيها نحو 61 في المئة، وتليها إندونيسيا، وفي المركز الثالث حلت جزيرة كيرباتي، وجاءت بعدها أرمينيا في المركز الرابع، في حين أتت جزيرتا أنتيغوا وبربودا في ذيل القائمة بنسبة 5 في المئة. ونجحت دول مثل كندا وآيسلندا والنروج والمكسيك، أكثر من غيرها، في مساعدة مواطنيها في الإقلاع عن التدخين. يذكر أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن التبغ يقتل نصف من يتعاطونه تقريباً، وأنه يودي كل عام بستة ملايين شخص تقريباً، منهم أكثر من خمسة ملايين ممّن يتعاطونه أو سبق لهم تعاطيه وأكثر من 600 ألف من المدخنين السلبيين، ومن الممكن إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة حياله، أن يزيد عبء الوفيات ليبلغ أكثر من ثمانية ملايين حالة وفاة بحلول عام 2030.