انضمت سارة الصاعدي أمس، إلى قائمة طويلة من المعلمات اللاتي فارقن الحياة على الأسفلت، في رحلاتهن اليومية الطويلة بين منازلهن ومدارسهن، والعكس، إذ توفيت المعلمة الصاعدي فجر أمس، خلال توجهها إلى مقر عملها في مدرسة مجمع الحيسونية بمنطقة القصيم، فيما أصيبت ثمان من زميلاتها تعرضن إلى حادثة سير، إضافة إلى سائق الحافلة التي تقلهن، في حادثة وقعت على طريق القصيم – حائل القديم شرق المدينةالمنورة، عند تقاطع الشقران (محافظة الحناكية). وتعرضت حافلة المعلمات إلى تلفيات كبيرة بعد اصطدامها في سيارة نقل كبيرة عند السادسة و11 دقيقة صباحاً. وأوضح المتحدث باسم هيئة الهلال الأحمر السعودي في منطقة المدينةالمنورة خالد السهلي، في تصريح صحافي، أن «عمليات الهيئة تلقت بلاغاً صباح اليوم (أمس الاثنين)، يفيد بوجود حادثة معلمات، وعلى الفور تم تحريك أربع فرق إسعافية أرضية، وإسعاف جوي»، مبيناً أن معلمة قضت في موقع الحادثة وأصيب السائق، وسبعة معلمات أخريات، واحدة من بينهن إصابتها خطرة، وحالتين متوسطة، وأربعة بسيطة»، لافتاً إلى أنه تم نقل الحالات من طريق الفرق الإسعافية. إلى ذلك، قدم المدير العام للتعليم في منطقة القصيم عبدالله إبراهيم الركيان، التعازي والمواساة نيابة عن الأسرة التعليمية في المنطقة، إلى عائلة المعلمة سارة الصاعدي، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى صباح أمس، وهي في طريقها وزميلاتها لأداء رسالتهن التعليمية في مدرسة مجمع الحيسونية للبنات التابع لمكتب التعليم في محافظة عقلة الصقور، سائلاً الله عز وجل «أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته، ويلهم ذويها الصبر والسلوان»، معبراً عن «الحزن الكبير الذي يغلف قلوب الجميع، لكنه قضاء الله وقدره سبحانه وتعالى»، بحسب ما جاء في بيان صحافي أصدرته الإدارة العامة للتعليم في منطقة القصيم أمس (حصلت «الحياة» على نسخة منه). ووجّه الركيان، الذي اطمأن على حال بقية المعلمات، بسرعة تقديم كل ما يلزم لبقية المعلمات المصابات في الحادثة، بعد أن تم نقلهن بواسطة الإسعاف الجوي وسيارات الإسعاف بحالات متفاوتة. وأوضح الركيان أن «الحادثة محل عناية واهتمام إمارة منطقة القصيم ووزير التعليم وقيادات الوزارة، تجسيداً للاهتمام في المعلم ودوره ورسالة الدعم التي يستحقها بكل الظروف»، داعياً الله «أن يشفي المصابات، وأن يعيدهن إلى ميادين العمل سالمات معافات، وأن يسكن الفقيدة المعلمة سارة الصاعدي الجنة مع الأبرار والصالحين». وكان جمعاً من المصلين أدوا مساء أمس صلاة الميت على جثمان المعلمة الصاعدي في المسجد النبوي، قبل مواراتها الثرى. من جهة أخرى، توفي طالبان وأصيب اثنين آخرين في مركز ضيدة شمال محافظة الأسياح. وعلمت «الحياة» أن الحادثة وقعت بين سيارتين، إذ أصيب قائد الأولى ومرافقه، وتوفي قائد الأخيرة ومرافقه، وباشرت الحادثة الجهات المعنية ممثلة في فرق من المرور، والإسعاف، والدفاع المدني، في محافظة الأسياح، وتم نقل المصابين إلى المستشفى والتعامل مع المتوفين. وشهدت الحادثة مرور والد أحد المتوفين مصادفة، وتوقف بعد مشاهدته سيارة ابنه كطرف في الحادثة، للتأكد من سلامته، ليجده متوفياً، وتسبب المشهد في حدوث انهيار عصبي له.