يواصل الجانبان الأميركي والروسي اتصالاتهما مع الدول الإقليمية والأطراف السورية لتمهيد الأرضية لاجتماع فيينا الوزاري المقبل قبل 13 الشهر الجاري، على ان يشمل ذلك احتمال اضافة فصائل الى قائمة «التنظيمات الارهابية» وتشجيع الحكومة والمعارضين على المشاركة في مجموعات العمل الأربع التي اقترحها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بموجب البيان الرئاسي لمجلس الأمن ومبادئ «فيينا-2». وقال مسؤول غربي ل «الحياة» أمس، ان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد اكثر من مرة في لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ونظرائه الذين شاركوا في «فيينا -2» على ضرورة «العمل لإنهاء المأساة السورية في أسرع وقت رغم عدم الثقة بين واشنطنوموسكو». وكان كيري، الذي وصل الى لندن، قال أمس في مقابلة مع قناة «مير» التابعة ل «رابطة الدول المستقلة» انه «على روسيا المساعدة في البحث عن حل سياسي في سورية وألا تكتفي بدعم الرئيس بشار الأسد». ونقل موقع «روسيا اليوم» عنه: «الأمر يتوقف فعلاً في شكل كبير على الخيارات التي تقوم بها روسيا سواء بالبحث عن حل سياسي أو الاكتفاء بدعم نظام الأسد. لو أن الأمر يتعلق فقط بالنظام، هناك مشكلة». وأشار الموقع الى قول كيري الى ان «الطريق الوحيد لإنهاء الحرب يتطلب رحيل الأسد، لكنه أكد أن واشنطن تسعى الى توسيع التعاون مع موسكو في سياق التسوية السورية». ولاحظ المسؤول الغربي، الذي حضر مفاوضات «فيينا -2»، انه كان هناك «قدر من الجدية بين كيري ولافروف» وأن الجانب الروسي لم يكن مرتاحاً لصيغة الاجتماعات الرباعية بين كيري ولافروف ونظيريه السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو، لافتاً الى اتفاق الجانبين الأميركي والروسي على «إعطاء دور أساسي» للأمم المتحدة عبر مشاركة دي ميستورا في ترؤس الاجتماع الوزاري الموسع ودعم مهمته في بيان «فيينا -2». وتابع المسؤول ان الأيام المقبلة ستشهد تكثيف العمل الاميركي - الروسي على أكثر من مسار، احدهما «ضم فصائل الى قائمة التنظيمات الارهابية، خصوصاً ان معظم الحديث في الاجتماع كان عن الارهاب»، موضحاً ان واشنطن كانت طلبت من موسكو عدم استهداف الطيران الروسي الفصائل المعارضة المعتدلة، الأمر الذي ردت عليه روسيا بأنها طلبت إحداثيات ومواقع الفصائل المدعومة منها، لكن الجانب الأميركي لم يفعل ذلك «خشية ان يمرر الروس المعلومات للنظام ويقصف هذه المواقع». ونص «فيينا-2» على «وجوب إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى وفقاً لتصنيف مجلس الأمن الدولي وما يتفق عليه المشاركون». ونقل عن لافروف تأكيده ضرورة «مكافحة الإرهاب بموافقة الحكومات المعنية أو مجلس الأمن، حيث اتفقنا على مكافحة الإرهاب ووضع مجموعات أخرى على لائحة الإرهاب»، الأمر الذي كرره وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه دي ميستورا في دمشق لدى «استغرابه» لأن البيان «لم يتضمن إلزام الدول المعروفة بدعمها للإرهاب» بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب. وأوضح المسؤول ان بعض الدول أراد اضافة اسم «جبهة النصرة» الى البيان الختامي لاجتماع فيينا، الأمر الذي قوبل برفض دول اقليمية، متوقعاً حصول «مفاوضات للاتفاق على ادراج بعض الفصائل والقوى التي ترفض الحل السياسي ووقف النار في قائمة التنظيمات المستهدفة». وانتقدت دول إقليمية والمعارضة السورية تركيز 80 في المئة من الغارات الروسية على فصائل غير «داعش» وعدم تمييز موسكو بين فصائل المعارضة والفصائل الاسلامية و «تحول الطيران الروسي الى قوة جوية للجيش النظامي في معاركه بدلاً من محاربة داعش». على محور موازٍ، يعكف دي ميستورا وفريقه على تطبيق البندين السابع والثامن من «فيينا-2» للعمل على «جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في عملية سياسية تفضي الى حكم موثوق وشامل وغير طائفي يليه وضع دستور جديد وإجراء انتخابات بادارة وإشراف الأممالمتحدة... طبقاً لأعلى المعايير الدولية للشفافية والمساءلة وان تكون حرة ونزيهة ويحق لجميع السوريين بما في ذلك من هم في الشتات». وقال المسؤول انه سيجري العمل على عقد اجتماعات اللجان الأربع في الايام المقبلة من دون ان يعني ذلك مشاركة السوريين في الاجتماع الوزاري المقبل في غضون 13 الشهر الجاري، على ان تسير العملية على مسارين: الاول، مسار «مجموعة الاتصال الموسعة» لتوفير التفاهمات السياسية الكبرى. الثاني، مسار المناقشات بين السوريين للوصول الى تفسير «بيان جنيف» و «بيان فيينا» لإطلاق عملية سياسية قد تشمل في بعض المراحل عقد «مؤتمر وطني سوري» بمشاركة نخبة سورية كما حصل في عشرينات القرن الماضي او مؤتمر «لويا جيرغا» في 2002 بمشاركة اوسع شريحة من السوريين والقادة المحليين كما حصل في افغانستان بعد الحرب. وكانت روسيا أبلغت اميركا ودولاً اقليمية بقائمة تضم 38 شخصية سورية يمكن دعوتها لمؤتمر للمعارضة او حوارات مع النظام، وأبدت استعداداً لتعديلها بموجب تفاهمات. ويتوقع ان تكون هذه الأمور ضمن محادثات رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خالد خوجة الى لندن غداً للقاء وزير الخارجية فيلب هموند بعد لقائه كيري في العاصمة البريطانية.