أكد مسؤولون في شركة «فولفو» السويدية، التي تعتبر من أكبر الشركات المصنِّعة للسيارات التجارية في العالم، أن الشركة عادت إلى قوتها السابقة في الأسواق، بعدما اشترتها مجموعة «تشجيانغ جيلي» الصينية، لتعوض الخسائر التي مُنيت بها إبان ملكيتها من جانب شركة «فورد» الأميركية. وأكد المدير العام للشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيمري كراير، في حديث الى «الحياة»، أن «إدارة الشركة أنشأت، منذ تحوّلت ملكيتها إلى المجموعة الصينية قبل خمس سنوات، ثلاثة مصانع في الصين بقدرة إنتاجية تصل إلى ثلاثة آلاف سيارة سنوياً، وآخر في كارولينا الجنوبية بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ألف سيارة، وضخت أكثر من 11 بليون دولار لتطوير سيارة إكس سي 90 ذات الدفع الرباعي الجديد، التي اعتبرتها فولفو ثمرة مرحلة المالك الجديد». وشدّد خلال جولة للصحافة العربية في مقر الشركة في مدينة غوتنبرغ السويدية، على أن «الشركة بدأت تغطي نفقاتها منذ العام 2012، وعام 3013 بدأت تحقق أرباحاً، لترتفع أرباحها العام الماضي 8.9 في المئة بعد بيع أكثر من 465 ألف سيارة، وتصل إلى 200 مليون يورو، ونحو 160 مليون يورو خلال النصف الأول من العام الحالي، قبل إطلاق سيارة «إكس سي 90» في الأسواق. وقال كراير: «صحيح أن المالك صيني، لكن سيارات فولفو لا تزال علامة تجارية سويدية حافظت على استقلاليتها الإدارية والاستراتيجية، لأن سرّ نجاح علامتنا التجارية يعود إلى التصميم الاسكندنافي المتجذر في منتجاتنا، إضافة إلى أن الصناعة اليابانية تطورت كثيراً، وكذلك الصناعة الكورية، كما أن الصناعة الصينية تتطور أيضاً». وأضاف: «عندما اشترت جيلي الصينية شركة فولفو من فورد، راهن كُثر على فشل هذه الصفقة، إلا أنهم كانوا مخطئين، إذ أحرزت الشركة تقدماً ملحوظاً عبر توسيع بصمتها الإنتاجية لتصبح عالمية، وبفضل أربعة مصانع جديدة، إضافة إلى مصانعها في السويد وبلجيكا، باتت تملك بصمة صناعية في المناطق العالمية الثلاث». وتراهن الشركة على سيارتها الجديدة «إكس سي 90» التي أطلقت في الأسواق في تموز (يوليو) الماضي، لترفع أرباحها أكثر خلال النصف الثاني من العام الحالي والعام المقبل، باعتبارها تشمل معايير السلامة كافة والرعاية البيئية والجودة، وفقاً لمدير قسم القيادة المستقلة في الشركة ماركوس روثوف. وأكد أن الشركة أعلنت أنه في حلول عام 2020، يجب أن لا يُقتل أحد أو يصاب إصابة بالغة داخل سيارة فولفو، لأن عنصر الأمان في أعلى سلم أولوياتها، حيث توجد في سياراتها أنظمة حماية جيدة من خلال وسائد هوائية تحيط بالسائق من كل الجوانب في المقاعد الأمامية، وأخرى على جسم السيارة الأمامي تحمي من تضرّره، إضافة إلى أجهزة إضاءة وأجهزة استشعار تعكس صورة المارين في الشارع من أفراد وسيارات ودراجات، تدفع السيارة إلى تجنّب الحوادث وحدها، وتنبّه السائق في حال انحدر عن مساره خلال القيادة. وأوضح أن مجموعة «فولفو» تستثمر حالياً في مشروع تحوّل جذري تنوي تطبيقه تدريجاً، ضمن خطتها الاستراتيجية الطويلة الأمد التي تهدف إلى تعزيز مكانتها كشركة رائدة في صناعة السيارات الفخمة في العالم، انطلاقاً من تجديد كامل لمجموعة منتجاتها. وتطمح الشركة إلى أن تصل مبيعاتها إلى 800 ألف سيارة سنوياً في المدى المتوسط. ولفت روثوف إلى أن الشركة تعتزم إطلاق طرازين جديدين سنوياً، وسيارة «إكس سي 90» ستكون الأقدم بحلول عام 2019. وبدأت فولفو ترمي بكل ثقلها للترويج لسيارتها الفاخرة، خصوصاً «إكس سي 90»، لترفع حصتها السوقية في كل الأسواق بما فيها منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ضوء توقعات بأن تشهد سوق السيارات تباطؤاً خلال العام المقبل، نتيجة تراجع الاقتصاد الصيني وهبوط أسعار النفط. وأكد كراير أن عدد سيارات «فولفو» في الشرق الاوسط بلغ نحو 1.5 مليون سيارة، خمسة في المئة منها سيارات فاخرة، التي تشهد نمواً سنوياً في المنطقة نسبته 15 في المئة. وتوقع أن تشهد مبيعات السيارات في منطقة الخليج خصوصاً، تراجعاً خلال العام المقبل، نتيجة تراجع أسعار النفط التي دفعت الكثير من الشركات الوطنية والأجنبية إلى تقليص نفقات شراء السيارات، إضافة إلى احتمال فرض ضرائب في المنطقة، وتحرير أسعار المحروقات، ما قد يدفع المستهلكين إلى تغيير استراتيجية الشراء، واللجوء إلى السيارات الرخيصة الثمن التي تستهلك وقوداً أقل.