رفع 293 مريضاً أميركياً دعاوى قضائية ضد ثلاثة أطباء، بينهم طبيبان من أصل هندي، أجروا جراحات في القلب لأشخاص لا يحتاجون إليها، وهو ما يعد امتداداً لظاهرة "الأطباء المزيفين" التي تعود إلى العام 1984. وتعود قضايا انتحال شخصيات أطباء إلى العام 1984، حين اعتقلت السلطات في نيويورك ستة أشخاص، ثلاثة منهم يعملون بصفتهم أطباء، في اتهامات جنائية لممارستهم الطب اعتماداً على شهادات طبية مزورة. وذكرت السلطات آنذاك أن حوالى مئة شخص سيواجهون التهم ذاتها. واشتملت شهاداتهم على اختصاصات في الطب النفسي وطب الأطفال وطب الأسرة في مستشفيات "كابريني" و"بلفيو" و"جمايكا" في نيويورك. ووجهت إليهم تهم بدفع 20 ألف دولار للحصول على درجاتهم حينها. وتعددت الشكاوى في الولاياتالمتحدة الأميركية أخيراً من انتشار الأطباء المزيّفين. وأوضح تقرير نشره موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن "الطبيب آرفيند غاندي (65 سنة) وشريكيه تلقوا مبالغ بقيمة 5 ملايين دولار مجتمعة في العالم 2012 في مقابل هذه الجراحات، ليصبحوا الأطباء الأكثر حصولاً على أموال في مقابل خدماتهم". وتابع أنهم "استثمروا هذه الأموال في شقة في هونغ كونغ ومطعم محلي". وطالب المشتكون بمساءلة المؤسسة التي تشرف على المستشفى الذي يعملون فيه في مونستر، واتهموها بالتورط مع غاندي، كبير الأطباء. لكن المستشار القانوني للدكتور غاندي والمستشفى رد على الاتهامات، قائلاً: "إنها دعاوى لا تستحق الرد، لأنها مرفوعة من قبل أطباء حاقدين، ومحامين جشعين يسعون إلى التنفع من تسويات كبيرة"، في إشارة إلى إقامة دعوى مشابهة ضد غاندي ومستشفاه في العام 2008 من قبل طبيب، وتمت تسوية القضية بدفع 49 ألف دولار من دون إدانة أحد. ولم تكن هذه القضية هي الأولى من نوعها، ففي آب (أغسطس) الماضي ذكرت شبكة "سي ان ان" الأميركية أن سلطات مدينة نيويورك أطاحت بشخص يدعى دونالد لي ادوارد بتهمة "انتحال صفة طبيب نفسي لمدة ثلاث سنوات، قدم خلالها خدمات صحية إلى أكثر من 100 مريض". ووصفه المدعي في المدينة التابع بأنه "مخادع وخطر. هو لم ينه دراسته في أي كلية طب أو حصل على برنامج دكتوراه، وادعى بأنه طبيب ومختص في علم النفس السريري". وأوضحت السلطات أن ادوارد قال إنه "عمل على نطاق واسع مع أفراد عائلات وضحايا 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وجعل نفسه متاحاً للزيارات المنزلية". وكان مكتب المدعي العام تلقى شكاوى في حزيران (يونيو) من ممارساته، من قبل مرضى شكوا في سلوكه غير القويم ووصفاته الطبية. وفي نيويورك أيضاً ما زالت الشرطة تحقق في قضية طبيبة مزيفة تسببت في مقتل امرأة من ميريلاند في العام 2013، بعد حقنها بإبرة سيليكون تسببت في وفاتها. وذكرت الشرطة أن الطبيبة المزيفة المشتبه بها في مقتل الضحية ذات ال34 سنة، هربت بعدما أحست الضحية بأنها مريضة. وتسببت حقن السيليكون غير المشروعة في مقتل عدد من الأشخاص في أميركا، وكانت آخرها امرأة من فيلادلفيا وجهت إليها تهمة القتل للسبب نفسه. وفي كانون الثاني (يناير) 2014، وجدت محكمة ساندييغو أن المتهم كيث بارتون (51 عاماً) مدان بست تهم جنائية متعلقة بعلاج مرضى من دون ترخيص طبي، إضافة إلى تهمة الكذب وثلاث تهم تتعلق بالإحتيال. وانتحل بارتون اسم طبيب حقيقي في ولاية كاليفورنيا، مستغلاً تشابه اسميهما، مع اختلاف الاسم الأوسط فقط، ليعطي الانطباع بأنه ممارس محترف للمهنة. وتوفي مريض مصاب بفيروس "نقص المناعة المكتسبة" (ايدز) نتيجة عدم تلقيه العلاج الفاعل لحالته. ودفع المريض 18 ألف دولار، وكان بارتون وعد أم المريض بشفائه، ووعد مرضى آخرين مصابين بالسرطان بالعلاج. وحكم عليه بالسجن 8 سنوات و10 أشهر. ونشر موقع "فيرز هيلث كير" في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، تقريراً أفاد بتحقيقات جارية موسعة في خصوص أطباء مزيفين في ولاية كاليفورنيا، إثر شكاوى عدة وردت ضد أشخاص يمارسون مهنة الطب من دون تراخيض أو شهادات. واشتمل التقرير على أمثلة عدة لأطباء مزيفين، أبرزها حينما قامت السلطات الأميركية في العام 2009 بالقبض على كارلوس غوزمانغرزا لممارسة المهنة في عيادة لطب الجلد من دون ترخيض، وانتحاله هوية مساعد طبيب، ما تسبب في أضرار جسدية بالغة لتسعة ضحايا. وفي قضية أخرى في آب (أغسطس) من العام ذاته، أفاد مكتب التحقيقات الفيديرالي أن السلطات اعتقلت كاثلين انسينيتاس التي ادعت بأنها طبيبة مختصة في العلاج الطبيعي، وتسببت في الأذى الجسدي لعدد من المرضى. ووجهت إليها تهم بالاحتيال والسرقة. وكانت انسينيتاس أعطت مريضاً ب"لايم" خطة علاجية تشتمل على الحقن في الوريد، ما تسبب لاحقاً في إدخاله المستشفى في حال خطرة.